كيف صار فيه اختلاف ؟ فقال : قالوا فيه برأيهم ( (١) فاختلفوا (٢) .
أقول : هذا صريح في أنّهم أدخلوا الرأي في الدين بحيث فسّروا القرآن على وفقه ، ولم يبالوا باستلزامه التحريف والتغيير في كلام اللّه ومراده ، حتّى روى جمع أنّ رجلاً سأل ابن عمر ، فقال له : ما تقول في مولاكم زيد بن أسلم (٣) ؟ فقال : ما نعلم به بأساً إلاّ أنّه يفسّر القرآن برأيه (٤) ، ومن تتبّع تفاسير القوم وجد أكثرها من هذا القبيل ، وإلى ردّ هذا وبيان ضلالته ورد ما رواه النسائي والترمذي وأبو داوُد في صحاحهم : عن جندب (٥) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من قال بالقرآن برأيه فأصاب الحقّ
__________________
التفسير ، كتاب القراءات ، ولد سنة ١٠٤ هـ ، ومات سنة ١٨٣ هـ .
انظر : الجرح والتعديل ٩ : ١١٥ / ٤٨٦ ، فهرست ابن النديم : ٢٨٤ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٨٥ / ٧٤٣٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٣٨ / ٢١٣ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٢٨٧ / ٧٦ .
(١) من هنا إلى ص٩٧ هامش ٢ سقط من «ن» .
(٢) تاريخ الإسلام (حوادث ١٨١ ـ ١٩٠) : ٤٣٥ .
(٣) هو زيد بن أسلم العدوي ، يكنّى أبا عبداللّه ، وقيل : أبا أسامة ، مولى عمر بن الخطّاب تابعي ، كان يجالس عليّ بن الحسين عليهماالسلام كثيراً ، وحدّث عن ابن عمر ، وأبيه أسلم ، وجابر ، وغيرهم ، وروى عنه : مالك ، وسفيان الثوري ، والأوزاعي ، وسواهم ، وله تفسير القرآن ، مات سنة ١٣٦ هـ .
انظر : رجال الشيخ : ١١٤ / ١١٣٠ ، منتهى المقال ٣ : ٢٨٦ /١٢١٦ ، قاموس الرجال ٤ : ٥٣٤ / ٣٠٢٣ ، طبقات خليفة : ٤٥٧ / ٢٣٢٤ ، الجرح والتعديل ٣ : ٥٥٥ / ٢٥١١ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٣١٦ / ١٥٣ ، شذرات الذهب ١ : ١٩٤ .
(٤) الجرح والتعديل ٣ : ٥٥٥ / ٢٥١١ ، تاريخ مدينة دمشق ١٩ : ٢٨٩ ـ ٢٩٠ / ٢٣٢٩ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٤٣١ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٣٤٢ / ٧٢٨ .
(٥) هو جندب بن عبداللّه بن سفيان البجلي ، يكنّى أبا عبداللّه ، وينسب إلى جدّه ، وروى عنه : الحسن بن أبي الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وأنس بن سيرين وغيرهم ، بقي إلى حدود سنة ٧٠ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٦ : ٣٥ ، طبقات خليفة : ١٩٧ / ٧٣٤ ، الجرح والتعديل