فقد أخطأ» (١) .
وقد مرّ غيره من الأخبار الصريحة ، وسيأتي أيضاً ، ومنه يظهر أن لا اعتماد على أقوال مفسّريهم ما لم يكن منوطاً بحديث معتمد عليه ؛ حيث يأتي ما يدلّ على وضعهم روايات في تفسير بعض الآيات .
وقد روى جمع : أنّ قتادة المفسّر دخل على أبي عبد اللّه الصادق عليهالسلام فسأله الإمام عليهالسلام عن تفسير بعض الآيات ، فلم (٢) يكن عنده صواب جواب ، ففسّر له الإمام عليهالسلام إيّاها على ما أخذه من آبائه الكرام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله العالم العلاّم ، ثمّ قال : «يا قتادة ، إن كنت قد (٣) فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت آخذه (٤) من أفواه الرجال فقد هلكت وأهلكت» (٥) ، الخبر ، وغيره أيضاً كثير .
وقال الشهرستاني (٦) في كتاب «الملل والنحل» عند ذكر اختلاف الناس والشُبه التي توقعهم فيه ، ما خلاصته : إنّ مبنى جميع الاختلافات على إضلال الشيطان ، وأنّ الشُبه الواقعة لبني آدم فإنّما هي من وساوس الشيطان ، التي نشأت من شبهاته (٧) .
__________________
٢ : ٥١٠ / ٢١٠٢ ، الثقات ٣ : ٥٦ ، الاستيعاب ١ : ٢٥٦ / ٣٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٧٤ / ٣٠ .
(١) فضائل القرآن للنسائي : ٧٧ / ١١١ ، سنن أبي داوُد ٣ : ٣٢٠ / ٣٦٥٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٢٠٠ / ٢٩٥٢ ، جامع الأحاديث ٧ : ٧٥ / ٢٠٩٧٠ .
(٢) في النسخ المعتمدة : «لم» والظاهر أنّ ما أثبتناه هو الصواب .
(٣) في نسخة «ش» والمصدر : «إنّما» .
(٤) كذا في النسخ ، وفي المصدر : « أخذته» .
(٥) الكافي ٨ : ٣١١ / ٤٨٥ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٣٤٩ / ٢ ، تفسير الصافي ١ : ٢١ ، وفيها عن أبي جعفر عليهالسلام .
(٦) في نسخة «ش» ورد : «محمّد الشهرستاني» .
(٧) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٨ .