حسين ذيله .. وصدره مرفوع من دون أن يرى الرافع له ، وكان رفعه على رسم أهل خراسان ; بمعنى إنّ ارتفاعه إلى حدّ صدر الإنسان ، بحيث يرى الإنسان من في التابوت ; فلمّا رأيته لحقته فوجدت أنّ في التابوت نعش مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، وهو مكفّن ورأسه ملحق ببدنه ، ووجهه خارج من الكفن ، ودمائه مغسولة وليس عليه من آثار الجراحات شيء إلاّ خدش صغير في وجهه ، وكان وجهه كفلقة قمر .. فقمت أمشي مع التابوت وانظر إليه عليه السلام ، وهو عليه السلام فاتح عينيه ينظر إليّ وأنا أبكي وأقول : يا سيّدي! ماذا فعلوا بك؟! .. فلمّا مضينا مقداراً فإذا أنا رافع لرأس التابوت على يدي وانظر إليه وأبكي وأقول مثل القول المذكور.
ثم رأيت أنّ الجسد الشريف جميعاً على يدي ولا شريك لي في حمله ، وأنا أبكي وأُكرّر المقالة المزبورة .. إلى أن أتيت إلى رواق فوق الرأس لأميرالمؤمنين عليه السلام .. وكأ نّي مستعجل في مواراته .. خائف عليه من العدوّ .. فوضعت الجسد الشريف على الأرض ، وكانت والدتي قدّس سرّها هناك ، فطلبت منها ما أحفر به له عليه السلام قبراً ، فقالت : ليس عندي إلاّ فاس صغيرة. فقلت : إنّها لا تنفع ; لأنّ الأرض صلبة.
.. ثمّ مضيت وأتيت بفأس كبيرة وحفرت بها في وسط الزاوية التي بين طرفي الرأس والخلف قبراً ولحداً .. فدفنته عليه السلام فيه ، ونصبت عليه ضريحاً من فضّة وشبّاكاً من طرف الرأس ، فاصلا له عن الرواق ، وشبّاكاً آخر من طرف الخلف .. فصارت بقعة مربّعة في وسطها ضريح من فضّة .. فدخل