جمع ودخلت ، واشتغلنا بزيارته عليه السلام ..
فانتبهت وقصصت الرؤيا على والدي قدّس سرّه ، فقال : إنّك تخدم الشرع وتحييه .. ويكون خدمتك إيَّاه متزايدة تدريجاً إلى أن تكمل الخدمة ويبقى أثرها.
ومنها : إنّي بين طلوعي عيد الفطر من سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين مضيت في اليقظة إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام أزوره ، وكنت في غاية الإنكسار ; لكونه أوّل فطر بعد فقد الشيخ الوالد قدّس سرّه ، فلمّا أن وردت الصحن الشريف وسلّمت على الإمام عليه السلام سالت دموعي من دون اختيار ، فأسرعت ودخلت الحرم الشريف وبكيت إلى أن فرغ قلبي ، ثم طلبت منه صلوات الله عليه عيدية ، فقلت له : أنت مولاي أبو المسلمين ، وأنا مسلم ; أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأ نّك ولي الله .. والآباء يعطون الأبناء عيدية .. فهاتها يا سيّدي! .. ثمّ زرت وخرجت.
ورأيت في الليلة التي بعد كأ نّي في بستان كبير جدّاً ، فيه أشجار عظيمة جدّاً ، ودكّات مبنية للجلوس عليها ، ونهراً عريضاً جدّاً عمقه قريب شبر ، ماؤه في غاية الصفا ، وعلى النهر قنطرة مبنية من الآجر(١) الجديد ، وفي وسط البستان قصر عال للشيخ قدّس سرّه ، وآخر لوالدتي قدس سرها ، وبين
__________________
(١) كلمة فارسية بمعنى : الطابوق.