الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (١).
الخامس : الخبر الطويل الذي نقلناه في ذيل الفصل الأوّل من مقباس الهداية (٢) المنوّع للصحابة الراوين عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خمسة (٣) أنواع ، أوّلهم : «المنافق الذي تعمّد الكذب عليه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ..» فإنّه نصّ في أنّ في الصحابة من تعمّد الكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأنت تعلم أنّ من تعمّد الكذب فاسق ، بل كافر.
السادس : أنّ البناء على عدالة جميع الصحابة يتوقّف على تعطيل جميع أحكام اللّه تعالى في حقّهم ، وإباحة جميع المحرّمات لهم ، وإلاّ فكيف يعقل تعديلهم؟!
ومنهم : من تخلّف عن جيش اسامة ؛ وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «جهّزوا جيش اسامة ، لعن اللّه من تخلّف
__________________
(١) أقول : قد سلف هذا الحديث بنصه ، وقد عدّدنا له بعض المصادر تحت عنوان : الاثنا عشر منافقا من أصحاب رسول اللّه (ص) ، ذيل الفائدة الثانية عشرة : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، فراجع.
(٢) مقباس الهداية ١/٧٠ ـ ٧٥ وهنا نقلا بالمعنى ، والحديث في اصول الكافي ١/٦٢ ـ ٦٣ [صفحة : ٥٠ ـ ٥١] كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ولاحظ شرحه في مرآة العقول ١/٢١٠ ـ ٢١٥ ، ونهج البلاغة (محمّد عبده) : ١٨٨ ، وفي طبعة صبحي الصالح : ٣٢٥ ، وكتاب سليم بن قيس : ١٠٣ ـ ١٠٦ باختلاف كثير [الطبعة المحقّقة ٣/٩٧٠ ـ ٩٧٥] .. وغيرها.
(٣) كذا ، والصحيح : «إنما آتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس ..».