مستدرك رقم: (١٤٦) الجزء الاول: ٤١٦ دواعي وضع الحديث:
ذكر المصنّف رحمه اللّه اربعة دواع لوضع الحديث، و هي تزيد على ذلك، و نذكر بعضها، و يمكن استخراج امثلة بعضها مما ذكره المصنّف قدس سره و ما علّقنا عليه.
منها: من يضع الحديث لان دينه جواز الكذب بما يراه حقا، و هذا ما ذكره المصنّف رحمه اللّه عن الخوارج و قوم من الكراميّة. و عن بعض الخوارج انه قال - بعد رجوعه الى الحق -: انظروا هذا الحديث عمّن تأخذونه؟! فانّا كنّا اذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا، كما نص عليه السيوطي في التدريب: ٢٨٤/١ و غيره.
و منهم: - طائفة سادسة - قوم يلتجئون الى اقامة دليل على ما افتوا به بآرائهم فيضعون لذلك حديثا، كما هو الحال في أبي الخطاب بن دحية و من لفّ لفّه، و جمع من القدرية.
و منهم: صنف يضعون الحديث لذمّ من يريدون ذمّه، كما حكي عن سعد ابن طريف الاسكافي - من رواة صحاح العامة! - حين جاء ابنه يبكي فقال له:
ما لك؟ قال: ضربني المعلم، قال: اما و اللّه لاخزينّهم اليوم! حدثني عكرمة عن ابن عباس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] قال: معلموا صبيانكم شراركم.
اقلّهم رحمة لليتيم و اغلظهم على المسكين. و حكى غيره الخطيب في الكفاية: ٢٧.
و منهم: قوم سفهاء أو بسطاء، نظير قصة ابن لهيعة المفصّلة التي ذكرها اكثر من واحد كالسخاوي في فتح المغيث، و قوله في آخرها: ما اصنع! يجيئوني