قوله : « وكذلك قصة نبع الماء وتكثير الطّعام رواها الثقات والعدد الكثير عن الجمّاء الغفير عن العدد الكثير من الصحابة » أي : إنّها معلومة بالقطع لذلك.
أقول : وكذلك حديث الطّير ... فيجب أن يكون معلوما بالقطع.
قوله : « ومنها ما رواه الكافة عن الكافة متّصلا عمّن حدّث بها من جملة الصحابة وإخبارهم أن ذلك كان في مواطن اجتماع الكثير منهم ... ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة للراوي في ما حكاه ولا إنكار .. »
أقول : وكذلك حديث الطّير ، فإن أمير المؤمنين عليهالسلام رواه واحتجّ به لأحقيّته بالإمامة والخلافة في اجتماعهم يوم الدّار ، ولم يؤثر عن أحد منهم مخالفة ولا إنكار.
بل إنّه أولى بالقطع ، لأنّهم فضلا عن السكوت عن الإنكار قد نطقوا بالتسليم والاعتراف بصحّته ، كما سيأتي ذلك كلّه إن شاء الله تعالى.
ولأنّ هؤلاء الصّحابة ـ الذين فوض إليهم أمر الخلافة ـ كانوا أبعد منهم عن السّكوت على باطل والمداهنة على كذب ، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم ، ولا سيّما أنّهم قد اجتمعوا للشورى حول الخلافة وكان المقام مقام المنازعة حولها. فلو كان ما سمعوه منكرا غير معروف لديهم لأنكروا ، لتوفّر الدواعي على ذلك ، كما لا يخفى.
قوله : « وأيضا ، فإنّ أمثال الأخبار التي لا أصل لها ... »
أقول : « وكذلك فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وأعلام إمامته ، فإنها لا تزداد مع مرور الزمان إلاّ ظهورا ، ومع تداول الفرق وكثرة طعن العدو وحرصه