على توهينها وتضعيف أصلها واجتهاد الفجار على إطفاء نورها إلاّ قوة وقبولا ، وللطاعن عليها إلاّ حسرة وغليلا ... فهذا دليل آخر على ثبوتها وقطعيّة صدورها.
ولا سيّما حديث الطّير ، فقد ابتلي بهذه الأمور من المتعصبين المتعنّتين ، وقد قدح فيه شرذمة من المتنطّعين ، ولكنّه مع ذلك ازداد نورا وقبولا مع مرور الأزمان ، ولنعم ما قال الصّاحب :
« عليّ له في الطير ما طار ذكره |
|
وقامت له أعداؤه
وهي تشهد » |
ولقد قال ( الدهلوي ) في كتابه في الدفاع عن أبي بكر : « وأمّا ما قيل من عدم ردّ أحد فاطمة إلاّ هو ، فكذب محض ، فقد صحّ هذا الخبر وثبت في كتب أهل السنة من حديث : حذيفة بن اليمان ، والزبير بن العوام ، وأبي الدرداء ، وأبي هريرة ، والعباس ، وعلي ، وعثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وهؤلاء هم أجلّة الصحابة وفيهم من بشّر بالجنّة ، وقد روى الملا عبد الله المشهدي في إظهار الحق عن النبي في حقّ حذيفة : ما حدّثكم به حذيفة فصدّقوه ، وفيهم المرتضى علي المعصوم بإجماع الشيعة والصّادق بإجماع أهل السنة ـ ولا اعتبار في هذا المقام برواية عائشة وأبي بكر وعمر ـ :
أخرج البخاري عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري : إنّ عمر بن الخطاب قال بمحضر من الصحابة ـ فيهم : علي والعباس وعثمان عبد الرحمن ابن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص ـ : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : لا نورّث ما تركناه صدقة؟ قالوا : اللهم نعم.
ثم أقبل على علي والعباس وقال : أنشدكما بالله ، هل تعلمان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد قال ذلك؟ قالا : اللهم نعم.