أبو عثمان الزاهد : إنّ الله ليدفع البلاء عن أهل نيسابور بابن خزيمة.
قال أبو علي النيسابوري : لم أر مثل ابن خزيمة ...
قلت : هذا الامام كان فريد عصره ، فأخبرني الحسن بن علي ... أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان التميمي قال : ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها ـ حتى كأن السنن بين عينيه ـ إلاّ محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط.
قال الدار قطني : كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير ، وحكى أبو بشر القطان قال : رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأنّ لوحا عليه صورة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم وابن خزيمة يصقله ، فقال المعبّر : هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال أبو العباس بن شريح وذكر ابن خزيمة فقال : يستخرج النكت من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمنقاش.
وقال الحاكم في كتاب علوم الحديث : فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة ، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا ، سوى المسائل والمسائل المصنفة مائة جزء ، وله فقه حديث بريدة في ثلاثة أجزاء.
قال أحمد بن عبد الله المعدّل : سمعت عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول : سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابن خزيمة فقال : ويحكم ، هو يسأل عنّا ولا نسأل عنه ، هو إمام يقتدى به ...
وكانت وفاته في ثاني ذي القعدة سنة ٣١١ وهو في تسع وثمانين سنة » (١).
وقد نصّ الدار قطني على أنّ عبّاد بن يعقوب صدوق قال ابن حجر : « قال الدار قطني : شيعي صدوق » (٢).
__________________
(١) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧٢٠.
(٢) تهذيب التهذيب ٥ / ١٠٩.