الفصل بين النقلة ، لم أذكره في هذا الكتاب ، لكنّي أدخلته في كتاب الضعفاء بالعلل ، لأنه لا يجوز الاحتجاج بخبره ، فكل من ذكرته في كتابي هذا إذا تعدّى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها فهو عدل يجوز الاحتجاج بخبره ».
ووثّقه السمعاني حيث قال مترجما ايّاه : « ... وهو السدّي الكبير ، ثقة مأمون ، روى عنه : الثوري ، وشعبة وزائدة ... قال يحيى بن سعيد : ما سمعت أحدا يذكر السدّي إلاّ بخير ، وما تركه أحد » (١).
والسدّي من رجال صحيح مسلم ، قال المقدسي ابن القيسراني في أفراد مسلم ممّن اسمه إسماعيل : « إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الهاشمي المعروف بالسدّي الأعور الكوفي ، أصله حجازي ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة من بني عبد المطلب ، يكنّى أبا محمد ، سمع أنس بن مالك ، ولقي عبد الله وسعد بن عبادة ويحيى بن عبّاد ، روى عنه : أبو عوانة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وزائدة ، وإسرائيل مات سنة سبع وعشرين ومائة » (٢).
هذا ، وقد ذكر ابن القيسراني في صدر كتابه المذكور : أنّه قد صحّ لدى حفّاظ الحديث كابن عدي والدار قطني وابن مندة والحاكم وغيرهم من السابقين واللاّحقين ممّن تأخر عن الشيخين : أنّ من أخرجا له صحيح الحديث ، لأنهما لم يخرجا إلاّ عن ثقة عدل حافظ ...
وقال ابن حجر : « ينبغي لكلّ منصف أن يعلم أن تخريج صاحب
__________________
(١) الأنساب ـ السدّي.
(٢) الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٨.