ولقد روى عنه جماعة من أعاظم العلماء ، كأبي عوانة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وزائدة ، وإسرائيل ، وسماك بن حرب ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان التيمي ، وأبي بكر بن عياش ... وقد علمت آنفا أن في رواية الأكابر دلالة على وثاقة الرّجل ، بل هي تعديل له.
وقد صرّح نصر الله الكابلي صاحب ( الصواقع ) المعروف بتعصّبه وعناده للحق وأهله. بثقة السدّي ، حيث قال في الكتاب المذكور في المطلب السادس في بيان المكايد من المقصد الأول : « السّادسة والعشرون : نقل أخبار عن بعض كتب أهل السنة مما رواه بعض محدّثيهم عن رجل يشاركه غيره في اسمه أو لقبه أو كليهما ، أحدهما صدوق والآخر كذوب ، وترك ما يميّز به أحدهما عن الآخر ، ليعلم أنه صحيح ، كالسدّي ، فإنه مشترك بين رجلين أحدهما الكبير والآخر الصغير ، والأول منهما ثقة والآخر كذّاب وضّاع رافضي ، فينخدع من لا يعرف حقيقة الأمر وليس له دربة »
وهكذا. نصّ ( الدهلوي ) على وثاقة السدّي في كتابه ( التحفة ) ، في الباب الثاني في بيان المكيدة التاسعة عشر.
وأمّا بالنسبة الى وصف الترمذي حديث الطّير بالغرابة ـ كما في النسخة ـ فنقول :