الوجه السابع : قوله سبحانه : ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾(١)
وقوله سبحانه : ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ﴾(٢) .
وقوله سبحانه : ﴿ أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى ﴾(٣)
ونظائر ذلك من الآيات الدالّة بعمومها على عدم الاستواء بين العالم والجاهل بقول مطلق ، (٤) ويلزمه عدم وجوب تحصيل العلم ولا الاجتهاد عينا على العامي الجاهل ، كما هو المفروض بالحكم الشرعي ، وبعد انضمام عدم القول بالفصل إلى ذلك يتمّ المدّعى ، فتأمّل.
الوجه الثامن : الأخبار الكثيرة الدالّة على أنّ شفاء العيّ (٥) أو دواءه السؤال ، والدالّة على أنّ وظيفة الجاهل السؤال عن الفقيه والعالم ، والعمل بمقتضى جوابه مطلقا :
منها : ما رواه الكليني في الكافي عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن مجدور (٦) أصابته جنابة فغسّلوه فمات ؟ قال : « قتلوه ، ألّا سألوا ، فإنّ دواء العيّ السؤال » . (٧)
منها : ما رواه أيضا فيه عن أحمد بن محمّد ، عن بكر بن صالح وابن فضّال ، عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال:
« إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكر له أنّ رجلا أصابته جنابة على جرح كان به ، فأمر بالغسل ، فاغتسل ، فكزّ (٨) ، فمات ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قتلوه ، قتلهم الله ، إنّما كان دواء العيّ السؤال » . (٩)
__________________
(١) الزمر (٣٩) : ٩.
(٢) الأنعام (٦) : ٥٠ ؛ والرعد (١٣) : ١٦.
(٣) الرعد (١٣) : ١٩.
(٤) انظر الآية ٦ من سورة الزمر (٣٩) .
(٥) العيّ ، بكسر العين وتشديد الياء : التحيّر في الكلام ، والمراد به هنا : الجهل ، ولمّا كان الجهل أحد أسباب العيّ عبّر عنه به. مجمع البحرين ، ح ٢ ، ص ١٣٠٢ ( عيي ) .
(٦) المجدور : المصاب بالجدري ـ بضم الجيم وفتح الدال وكسر الراء ـ وهو داء معروف.
(٧) الكافي ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، باب الكسير والمجدور ... ، ح ٥ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٨٢٦.
(٨) كزّ ، فهو مكزوز : إذا انقبض من البرد. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٩٣ ( كزز ) .
(٩) الكافي ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، باب الكسير والمجدور ... ، ح ٤ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣ ، ص ٣٤٧ ، ح ٣٨٢٩.