ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرّة ، لأنّه يدفع عن أديان محبّينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم » . (١)
ومنها : ما رواه أيضا فيه ، فقال عليهالسلام بالإسناد المتقدّم ، قال : قال موسى بن جعفر عليهماالسلام : « فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه ، أشدّ على إبليس من ألف ألف عابد ؛ لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط ، والفقيه همّه ذات نفسه وذوات عباد الله وإمائه ، لينقذهم من يد إبليس ومردته ، فلذلك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد وألف ألف عابدة » . (٢)
ومنها : ما رواه أيضا فيه ، فقال : وعنه عليهالسلام ، قال : قال عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام : « يقال يوم القيامة : نعم الرجل كنت ، همّتك ذات نفسك ، وكفيت مئونتك ، فادخل الجنّة ، ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ، ووفّر عليهم نعم جنان الله تعالى ، وحصّل لهم رضوان الله تعالى ، ويقال للفقيه : يا أيّها الكافل لأيتام آل محمّد الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم : قف حتّى نشفع لكلّ من أخذ عنك أو تعلّم منك ، فيقف ، فيدخل الجنّة معه فئاما (٣) وفئاما وفئاما ، حتّى قال : عشر مرّات ، وهم الذين أخذوا عنه علومه ، وأخذوا عمّن أخذ عنه وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كيف صرف (٤) ما بين المنزلتين » . (٥)
ومنها : ما رواه في موضع منه ، فقال : وعنه عليهالسلام ، قال : « قال عليّ بن محمّد عليهماالسلام : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليهالسلام من العلماء الداعين إليه ، والدالّين عليه ، والذابّين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة ، كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، اولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل » . (٦)
__________________
(١) الاحتجاج ، ج ١ ، ص ٨ و٩.
(٢) المصدر.
(٣) الفئام : الجماعة الكثيرة من الناس.
(٤) الصرف : الفصل.
(٥) الاحتجاج ، ج ١ ، ص ٩.
(٦) المصدر.