عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : من قوّى مسكينا في دينه ، ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف ، فأفحمه (١) ، لقّنه الله تعالى يوم يدلى في قبره أن يقول : الله ربّي ، ومحمّد نبيّي ، وعليّ وليّي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي وعدّتي ، والمؤمنون إخواني ؛ فيقول الله : أدليت (٢) بالحجّة ، فوجبت لك أعالي درجات الجنّة ، فعند ذلك يتحوّل عليه قبره أنزه رياض الجنّة » . (٣) فتأمّل فيه.
ومنها : ما رواه أيضا فيه ، فقال : وبالإسناد المتكرّر ، عن أبي محمّد ـ أي الحسن العسكري عليهالسلام ـ في قوله : ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾(٤) قال عليهالسلام : « قال الله تعالى : هذا القوم من اليهود ، كتبوا صفة زعموا أنّها صفة النبيّ المبعوث في آخر الزمان أنّه طويل عظيم البدن والبطن ، أهداف (٥) ، أصهب الشعر ، ومحمّد بخلافه ، وهو يجيء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة ، وإنّما أرادوا بذلك أن تبقى لهم على ضعفائهم رياستهم ، وتدوم لهم إصابتهم ، ويكفوا أنفسهم مئونة خدمة رسول الله صلىاللهعليهوآله وخدمة عليّ عليهالسلام وأهل بيته وخاصّته ، فقال الله عزوجل : ﴿ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ من هذه الصفات المحرّفات والمخالفات لصفحة محمّد صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام الشدّة لهم من العذاب في أسوإ بقاع جهنّم ، وويل لهم الشدّة في العذاب ثانية مضافة إلى الاولى ، بما يكسبونه من الأموال التي يأخذونها إذا ثبتوا عوامّهم على الكفر بمحمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والحجّة لوصيّة وأخيه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وليّ الله » . (٦)
ثمّ قال عليهالسلام : « قال رجل للصادق عليهالسلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلّا بما يسمعونه من علمائهم ، لا سبيل لهم إلى غيره ، فكيف ذمّهم بتقليدهم
__________________
(١) أفحمه : أسكته.
(٢) أدلى بالحجّة : أظهرها.
(٣) الاحتجاج ، ج ١ ، ص ١١.
(٤) البقرة (٢) : ٧٩.
(٥) الهدف : الجسيم.
(٦) الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٢٦٢.