وكذلك يعتمدون في الترجيحات بين الأخبار المتعارضة والقرائن الرجاليّة وغيرهما على المرجّحات الاجتهاديّة التي لم يقم على أكثرها بل كلّها دليل قاطع يجعلها ظنونا مخصوصة.
وعملهم هذا إن (١) بلغ حدّ الإجماع على حجّية الظنون المحتاج إليها في (٢) أخبار الآحاد وما يتعلّق بها وإن اختلفوا في آحادها مطلقا ولو كانت ضعيفة جدّا مثل ما مضى ، لزم (٣) منه (٤) حجّيّة مثل الظنّ (٥) المستفاد من الشهرة بطريق أولى ؛ لكونه أقوى من تلك الظنون بمراتب شتّى بحيث لا يكاد ينكره أحد من العقلاء ، ويفهم الأولوية (٦) كلّ من سمع موجبها (٧) من أهل العرف والعادة.
فما يقال ـ من أنّها منفردة (٨) مقدوحة لا داعي له (٩) ولا جهة ، (١٠) فإنّ المقدوح من الأولويّة ليس إلّا ما إذا كان متردّدا فيها غير واضحة في العرف والعادة ، وليس منها هذه الأولويّة لما عرفته ، فليس (١١) منكرها هنا (١٢) بهذا الطريق إلّا من قبيل : « الغريق يتشبّث بكلّ حشيش » .
وأضعف منه ما يقال في دفعها بأنّها من أقسام دلالة الألفاظ ، لكونها دلالة التزاميّة عرفيّة على ما هو التحقيق فيها (١٣) ، ولا لفظ (١٤) هنا يدلّ على حكم الأصل حتّى يتفرّع منه انسحابه وجريانه في الفرع بطريق أولى ؛ إذ ليس إلّا المقدّمات العقليّة المرتّبة
__________________
(١) مفاتيح : ـ إن.
(٢) خ : من.
(٣) مفاتيح : يلزم.
(٤) ر ، س ومفاتيح : من.
(٥) خ : نحو ظنّ.
(٦) ر ومفاتيح : + كذلك.
(٧) م ، ش ، ق : + و.
(٨) س : ـ منفردة ش : مقرّرة. ر : منقرة. م : منحصرة. مفاتيح : مضرّة.
(٩) مفاتيح : لها.
(١٠) ر ، س : حرمة.
(١١) خ ، ش : وليس.
(١٢) ر ، س ومفاتيح : ـ هنا.
(١٣) خ : ـ فيها.
(١٤) م : لفظة.