قديم وقد اهتمّت به وأحيته وحفظته تكون ذات ثقافة عالية بين المجتمعات ، وعلى ذلك يبيّن ويقدّر التفاوت في ثقافة المجتمعات المختلفة.
٢. يعتبر التراث القديم المكتوب أحد المصادر الغنية لمعرفة التأريخ القديم والحكم الصحيح عليه. وعلى هذا الأساس فإنّ كتابة تأريخ أحد الفروع العلمية كالفقه ـ مثلا ـ لا يكون شاملا وجامعا إلّا إذا كان الكاتب عارفا ومطّلعا على تأريخ ذلك العلم اطّلاعا شاملا وقد واكب تطوّراته وكانت تحت اختياره ، هذا من ناحية.
٣. ومن ناحية اخرى إنّ لعلم الفقه والعلوم المتّصلة به ارتباطا وثيقا بحياة المسلمين ، فهو مورد ابتلاء جميع الطبقات ، ولا فرق في ذلك بين الصغير والكبير ، العالم والجاهل ... وغيرهم. ونرى بعض العلوم على العكس من ذلك ؛ إذ هي كثيرا ما ترتبط بعمل بعض النخب وخواصّ الناس.
ونظرا إلى الاختلافات والتناقضات الثقافية والسياسية الواقعة في البحوث والأحكام الفقهية في يومنا الحاضر ، فإنّ الاستفادة الصحيحة من التراث القديم ومن بعض النظريات المختلفة يمكن أن يؤثّر في حلّ الكثير من المسائل الجارية بين المسلمين ، وتكون الجذور القديمة لبعض الآراء مما يزيل الشكّ لتأثّرها من بعض الثقافات الحديثة وشرائطها المفروضة.
٤. يشكّل الفقه والاصول قسما هامّا من وظائف الحوزات العلميّة ، ومع الاعتناء بهذا التراث وإحيائه يمكن الاستفادة الحسنة من فرص وظروف الحوزات العلمية المباركة ، كما وأنّ الاستفادة الجيّدة من المتون الفقهية والاصولية توجب ارتقاء الدروس الحوزوية ممّا يجعلها مفيدة للغاية.
وقد حصل ـ ولله الحمد ـ في الربع الأوّل من هذا القرن اهتمام جدّي في إحياء التراث الفقهي والاصولي ، ولقد قام بذلك عدّة مراكز علمية تحقيقية وجمع من المحقّقين الكبار والذين لهم تجربة طويلة في هذا المضمار. ولكن ـ وللأسف ـ أنّ