أحمد-و هو الطاووس-بن اسحاق بن الحسن بن محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى السبط ابن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) .
ولد (رحمه اللّه) قبل ظهر يوم الخميس من منتصف شهر محرم الحرام عام ٥٨٩ ه في مدينة الحلة في وسط العراق.
أخذ العلم في باكورة حياته على جدّه ورّام، و على أبيه (قدّس سرّهما) ، فدرس الفقه و علوم الشريعة المختلفة الاخرى، و واكب عليها بحرص و رعاية حتى بز أقرانه، و تفوّق عليهم.
هاجر الى بغداد-مركز الدولة الاسلامية آنذاك-في حدود عام ٦٢٥ ه و استقر فيها حقبة من الزمن امتدت الى خمس عشرة سنة نال فيها مكانة رفيعة، و منزلة سامية في أوساط العلماء و الفضلاء، و نال احترام الجميع، و منهم رجال الدولة و سدنتها، و بشكل دفع الخليفة العبّاسي آنذاك ١الى مفاتحته صراحة بتسلّم الوزارة، و لكنه جوبه برفض السيّد (رحمه اللّه) ذلك الأمر، و اعراضه عنه، لأسباب ذكرها في مخاطبته لذلك الحاكم ٢.
كما ان بعض أعلام عصره طلب منه التصدي للفتيا و القضاء الشرعي، لما عرف منه من تضلّع كبير بالفقه، و ورع و تقوى اشتهر بهما، بيد انه
١) أي الخليفة المستنصر المتوفى عام ٦٤٠ ه.
٢) خاطب السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) المنتصر بان المراد من تعيينه بهذا المنصب ان كان لاجل ان يسير وفق ما يريده هو و ما تريده بطانته، دون مراعاة لمشيئة اللّه تعالى و رسوله، فانه وجد و يجد الكثير من يقوم بهذا المنصب، و اما اذا كان وفق المقاييس الشرعية فان ذلك مما سيثير عليه البغضاء، و يدفع بالمقربين من الحاكم الى التشكيك به أمام الخليفة بحجة انه يريد الطعن به من خلال الايحاء للناس بان الامر لو وصل الى أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) لكان على هذه السيرة الحسنة، و القاعدة السليمة، لا كما هو حال الامّة الآن.