رفض ذلك، و لم يقبله ١.
بقي السيّد ابن طاووس بعد ذلك متفرغا لاداء باقي أعماله و كتاباته التي أوقف نفسه عليها، فشهد الجميع له بانه كان-بحق-بحرا متراميا زاخرا باللؤلؤ و المرجان، كريما سمحا لا ينفك عن البذل و العطاء، حتى أدركته الوفاة في صبيحة اليوم الخامس من شهر ذي العقدة عام ٦٦٤ ه.
و أمّا الكتاب: فهو من كتب الزيارة و الدعاء النفيسة القيمة، و قد رتّبه مؤلّفه السيّد ابن طاووس (رحمه اللّه) في عشرين فصلا، أورد فيها جملة كبيرة من آداب السفر و مستحباته، ثم عرج منها الى آداب زيارة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أهل بيته (عليهم السّلام) و بشكل واسع و مفصّل، ذاكرا من خلال ذلك جملة من فضائل تلك الزيارات.
بقي الكتاب و حتى صدوره بحلته القشيبة المحقّقة هذه رهين المخطوطات، و بعيد عن متناول القرّاء، رغم فائدته، و حاجة الناس اليه، و اعتماد الكثير من كتب الزيارة التي الّفت من بعده عليه، و هذا ما استدعى بالمؤسسة المبادرة الى تحقيقه، و تقديمه الى القرّاء الكرام ضمن سلسلة مصادر بحار الأنوار التي يعد هذا الكتاب واحدا منها.
و بالفعل فقد شرع العمل به بعد حصول المؤسسة على ثلاث نسخ مخطوطة نفيسة هي:
١-النسخة المحفوظة في مكتبة السيّد المرعشي العامّة برقم ٤٩٤٦ و التي يعود تأريخ نسخها الى عام ١٠٢٤ ه، و رمزنا لها بالحرف «م» .
١) يقول السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) في ذلك: وجدت اللّه جل جلاله يقول في القرآن الكريم: و لو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثمّ لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين فرأيت ان هذا تهديد من رب العالمين، فكرهت و خفت من الدخول في الفتوى، حذرا من أن يكون فيها تقوّل عليه، و طلب رئاسة لا اريد التقرّب اليه، فاعتزلت.