وهو الظالم السفّاك الشّقي العنيد ، أعدى عدوّ لأهل بيت الطهارة صلوات اللّه وسلامه عليهم. وكانت مدّة حكومته في العراق عشرين سنة. وكان عدد من قتله بالظّلم والعدوان مائة ألف وعشرين ألفا. وكان في حبسه يوم موته خمسون ألف رجل ، وثلاثون ألف امرأة. وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة مات في الثالث عشر من شهر رمضان ، سنة خمس وتسعين من الهجرة الشريفة (١).
__________________
(١) إنّ المعنون ممّن اشتهر بمميّزاته النادرة ، وخصاله الخبيثة ، قال ابن عماد في شذرات الذهب ١٠٦/١ (في حوادث سنة خمس وتسعين) : فيها أراح اللّه العباد والبلاد بموت الحجّاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي .. وفي مرآة الجنان ١٩٢/١ (في حوادث سنة خمس وتسعين) : فيها أراح اللّه المسلمين بقلعه الحجّاج بن يوسف الثقفي .. وفي النجوم الزاهرة ٢٣٠/١ (في حوادث سنة ٩٥) : وفيها توفي الخبيث الحجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر ، أبو محمّد الثقفي. قال الشعبي : كان بين الحجّاج وبين الجلندا الذي ذكره اللّه في كتابه العزيز في قوله تعالى : (وَكٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) سبعون جدّا. وقيل : إنّه كان من ولد عبد من عبيد الطائف لبني ثقيف ، ولد أبي رغال دليل أبرهة إلى الكعبة. قلت : هو مشئوم هو وأجداده ، وعليهم اللعنة والخزي ، فإنّه كان مع ظلمه وإسرافه في القتل مشئوم الطلعة .. إلى أن قال : ولم أدر ما أذكر من مساوئ هذا الخبيث في هذا المختصر ، فإنّ مساويه لا تحصر ، غير أنني أكتفي فيه بما شاع عنه في الآفاق من قبيح الفعال وسوء الخصال ..
أقول : هذا هو الحجّاج بن يوسف الثقفي المنصوب والمسلّط من قبل لخليفة على رقاب المسلمين ، والتاريخ يسجل له المخازي وكفى ، عامله اللّه بعدله وعاملنا بفضله بحقّ سيّد المرسلين وآله الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
حصيلة البحث
إنّ المترجم من الشهرة بمكان في خبثه وفي سفكه للدماء ، وكفره وزندقته ، فعليه وعلى من مكّنه من رقاب المسلمين لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين.