عن صفوان ، قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام فدخل الحسين بن خالد الصيرفي ، فقال له : جعلت فداك! إنّي أريد الخروج إلى الأعوض ، فقال : «حيثما ظفرت بالعافية فالزمه» ، فلم يسمع ذلك ، فخرج يريد الأعوض ، فقطع [عليه] الطريق ، وأخذ كلّ شيء كان معه من المال.
بيان :
الأعوض : بالعين المهملة ، والضاد المعجمة ، بينهما واو ، شعب لهذيل بتهامة ، ويحتمل الصاد المهملة ، موضع قرب المدينة المشرفة ، على أميال منها يسيرة ، وواد بديار باهلة لبني حصن منهم ، قاله في المراصد (١).
قال في التعليقة (٢) : الظاهر أنّ الحسين بن خالد ، الذي يظهر من رواياته في التوحيد فضله هو هذا الرجل ، ثم رام توجيه مخالفته للإمام عليه السلام حتّى لا ينافي فضله ، فقال : وأمثال تلك الأوامر ليست على الوجوب ، بل هي لمصلحة أنفسهم ، ولهذا كان الأجلّة والثقات ربما كانوا يخالفونها ، كما سنذكر عن حمّاد بن عيسى أيضا. انتهى.
وأقول : دلالة رواياته على جلالته ، وكونه من العلماء المحيطين بالأخبار وأحكام الشريعة المطهرة ، وكونه محل عناية الأئمة عليهم السلام ممّا لا يخفى على من راجعها ، فإذا انضمّ ذلك إلى كونه إماميّا ، كما هو ظاهر الشيخ رحمه اللّه ، بل هو من الواضحات ، كان الرجل في أعلى درجات الحسن ، سيما بعد رواية جمع من الأجلّة عنه ، وكثرة رواياته ، وكون أكثرها مقبولة معمولا بها ، وإن شئت
__________________
(١) مراصد الاطلاع ٩٦/١. وانظر : معجم البلدان ٢٢٣/١.
(٢) التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال ذكر العنوان في صفحة : ١١٦ ، ثم أرجع تتمته إلى صفحة : ١٥٥.