__________________
ألسنة أهل خراسان أنّه معلّم الرضا ..!! وإنّما ذلك سهو في سهو ، فإنّ الإمام عليه السلام لا يكون له معلّم سوى اللّه ورسوله ووالده أو جدّه الذي هو الإمام أيضا ، مع أنّ الربيع بن خثيم ـ كما سيجىء من تاريخ وفاته ـ ، لن يدرك صحبة الرضا عليه السلام أصلا ، فإنّ الرضا [عليه السلام] قد كان في عصر المائتين ، وخواجه ربيع هذا قد توفّي سنة اثنتين وستين أو ما يقرب منها ، كما سيأتي.
ثم إنّه قد دار مدحه على ألسنة أهل خراسان ، حتى قد كتب على باب قبة خواجه ربيع المذكور أيضا ، حديث مرسل لم يثبت صحّته ، وينسب ذلك إلى الرضا عليه السلام من غير سند ، نقلا عن الشيخ البهائي قدّس سرّه ، برواية العلاّمة الحلّي رضي اللّه عنه ، أنّه قال الرضا عليه السلام في شأن الربيع بن خثيم هذا بهذه الألفاظ : ما حصل لي القدوم بخراسان إلاّ زيارة ربيع بن خثيم ، وفي صحة ذلك عندي نظر.
ثم نقل عن الشيخ البهائي رحمه اللّه مدحه والثناء عليه ، ثم قال : أقول : وفي كلامه هذا نظر.
.. إلى أن قال : ثم قال القاضي نور اللّه التستري في مجالس المؤمنين ـ بالفارسية ما معناه ـ : إنّ قبر الخواجة ربيع على شاطئ شط بلدة طوس ، بقرب مشهد الرضا عليه السلام ، وقد سمعت من ثقات تلك الديار أنّ الرضا عليه السلام حين كان مع المأمون الخليفة العباسي في بلاد طوس ، كان يزور الخواجه ربيع المذكور ، وكفاه هذا فضلا وشرفا. انتهى.
أقول : وفي ثبوت ذلك أيضا محلّ نظر.
.. إلى أن قال : وقال الشيخ الجليل ابن عبد البر الأندلسي المالكي من العامة في رسالة فقهاء الأمصار : إنّ الربيع بن خثيم كان من أصحاب عبد اللّه بن مسعود ، وقد غلبت عليه العبادة ، ولم يكن له كثير فتوى. انتهى.
ثم نقل عبارة ابن الجوزي في صفة الصفوة ، ثم قال : وقال ابن أعثم الكوفي من العامّة في تاريخه ما معناه : إنّ آخر نائب من نواب علي عليه السلام وصل إليه وقت عزمه على المسير إلى الشام ربيع بن خثيم ، فإنّه قد جاء إليه عليه السلام من ولاية الري مع أربعة آلاف فارس شاكي السلاح .. إلى أن قال ـ بعد أن نقل عبارة الذهبي في الكاشف وابن حجر في التقريب ، وايضاح الاشتباه ، والخلاصة ،