الحديث ؛ لدلالته على أنّه ضربه بمجرد الإخبار ، مع أنه كيف لا يمتنع بمنعه إلى مراجعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا سيما مع اللطف ، وهو يعلم ــ كما يزعمون ــ أنّه وزير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم و له منصب المعارضة عنده ، هريرة من أضعف الناس نفساً ؛ لأنّه يجهش بالبكاء لضربة واحدة ، ومن أدناهم شأناً وحالاً ؛ لأنه من أهل الصفة ، ويتملق للناس لسد رمقه ؟ !
وإن أُريد أن عمر يحتمل أن أبا هريرة لم يمتنع بمنعه له فضربه ، فهو الأوّل بالبطلان ، إذ لا يجوز العقاب قبل الجناية وبمجرد احتمال صدور المخالفة .
وأما ما أجاب به عن حديث صلح الحديبية .
ففيه : إن عمر لو كان مستفهماً حقيقة وطالباً لدفع الشبهة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لاكتفى بجوابه له بقوله : إنّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي إني فاعل بوحي الله تعالى ولست أعصيه ، أي إنّي مأمور حتماً بهذا الصلح وهو ناصري ، أي لا تخشى على الدنية لنصر الله تعالى لي.
بل رأينا عمر زاد في جرأته ، ووبّخ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : ألست كنت تحدّثنا بأنا سنأتي البيت ؟ أي أن دعوى الرسالة ونصر الله لك غير مسموعة لما رأيناه من كذبك فيما ادعيته سابقاً من دخول البيت .
فأجابه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : بأني لم أكذب ، أفحدثتك أنك تأتيه العام حتى أكون كاذباً ؟
وأيضاً فقول أبي بكر : فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق ، صريح في أن كلام عمر ينافي هذا ولا أقل من أن يكون عمر شاكاً في أمر