يعلمانها ، وهما يدّعيان الميراث ؟ !
أو كانت خفية على الحضور ؟ !
على أنه كان يمكنه الجمع بين بيان العلة وتعظيم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيقول مثلاً : جئت تطلب ميراث ابن أخيك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وأما ما ذكره من أن عمر قال : «لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكره بلقبه الشريف» ، ففيه :
إن المصنف الله ، لم يدع أنّ عمر لم يذكره قطّ بألقابه الشريفة ، بل يقول : إنّه أساء الأدب معه واستخف واستخف به في ذلك الكلام ، كما يعرفه كلّ مدرك .
وقوله : « وعمر ما ذكره باسمه ... إلى آخره ، صحيح ، لكن المصنّف رحمهالله لم يدّع أنّه ذكره باسمه ، بل يقول : إن الله تبارك وتعالى ــ مع كبريائه وعظيم سلطانه ــ لم يخاطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا بألقابه ، ولم يذكره باسمه إلا وقرنه بما يفيد تعظيمه وهو الرسالة ، عند وجود الضرورة الموجبة لذكره باسمه .
وقد نهى عزّ وجلّ عباده المسلمين أن يجعلوا دعاء الرسول بينهم كدعاء بعضهم بعضاً ، وعمر قد خالف الله في تعظيمه ولم يتأدب بما أدب به المسلمين .
نعم ، حمله عبد الرزاق على الحمق ، فقد ذكر الذهبي في «ميزان الاعتدال» بترجمة عبد الرزاق أنه قرأ لجماعة هذا الحديث ، فقال : انظروا إلى هذا الأنوك (١) يقول : ابن أخيك ، من أبيها ، لا يقول رسول الله
__________________
(١) الأنوك : الاحمق والجمع نوك ونوكى ، أنظر : لسان العرب ١٤ / ٣٣٤ مادة « نوك ».