فقال محمد بن مسلمة الأنصاري : يا معاوية ! أيغدرُ عندك رسول الله ولا تنكر ، والله لا يظلّني وإياك سقف بيت أبدا ، ولا يخلو لي دم هذا إلا قتلته » .
وروى الطبري (١) في حوادث سنة ٢٨٤ :
«أن المعتضد عزم في هذه السنة على لعن معاوية على المنابر ، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس ، وكان من جملته في ذكر أبي سفيان :
«فحارب مجاهداً ، ودافع مكايداً ، وأقام منابذاً ، حتى قهره السيف وعلا أمرُ الله وهم كارهون ، فتقول بالإسلام غير منطو عليه ، وأسر الكفر غیر مقلع عنه.
فعرفه بذلك رسول الله ، والمسلمون ، وميّز له المؤلفة قلوبهم ، فقبله وولده على علم منه (٢) .
فمما لعنهم الله به على لسان نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) (٣) .
ولا اختلاف بين أحدٍ أنّه أراد بها : بني أمية (٤) .
ومنه قول الرسول ــ وقد رآه مقبلاً على حمار ، ومعاوية يقوده ، ويزيد يسوقه : «لعن الله الراكب والقائد والسائق» (٥) .
ومنه ما يرويه الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان :
تلقفوها ــ يا بني عبد شمس ــ تلقف الكرة ، فوالله ما من جنّة ولا
__________________
(١) ص : ٣٥٤ ج ١١ . منه ثذس سرة.
(٢) راجع الصفحة ٥١ من هذا الجزء.
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٦٠
(٤) راجع ١ / ١٥٦ من هذا الكتاب.
(٥) راجع الصفحة ٤٦هذا الجزء.