فبقي لا يشبع وهو يقول : والله ، ما أترك الطعام شبعاً ولكن إعياء (١) .
ومنها : إن رسول الله قال : «يطلعُ من هذا الفجّ رجل من أمتي يحشر على غير ملّتي» ، فطلع معاوية (٢) .
ومنها : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» (٣) .
ومنها : الحديث المشهور المرفوع أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من الجحيم» (٤) .
ثم ذكر جملة من بوائق معاوية (٥) تستدعي مراجعتها ، ولولا الإطالة لذكرنا الكتاب بتمامه ، وهو كتاب أحد خلفائهم في خليفة آخر .
وقد اشتمل على مطاعن مما ذكرها المصنف رحمهالله .
وما زال معاوية منافقاً مستهيناً بالقيامة وبرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
روى الحاكم (٦) وصححه مع الذهبي : «أن أبا أيوب قال لمعاوية :
أما إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أخبرنا أنه سيصيبنا بعده إثرة .
قال : فما أمَرَكُمْ ؟
قال : أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض .
قال : فاصبروا إذن .
فغضب أبو أيوب وحلف أن لا يكلّمه أبداً » (٧) .
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ : ١٧٦
(٢) راجع : وقعة صفين : ٢١٩ ٢٢٠ ، أنساب الأشراف ٥ / ١٣٤.
(٣) راجع الصفحة ٤٦ من هذا الجزء
(٤) نحوه شرح الأخبار القاضي النعمان ٢ : ٥٣٦ ، وقعة صفين ١ : ٢١٧.
(٥) راجع : تاريخ الطبري ٥ / ٦١٩ ــ ٦٢٤ ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ١٧١ ــ ١٨٠ .
(٦) ص : ٤٥٩ ج ٣ . منه قدسسره .
(٧) مستدرك الحاكم ٣ / ٥٢٠ ح ٥٩٣٥.