كما أن الحكم قد روى عنه الترمذي في صحيحه (١) .
وأما مجالد وعلي ، فقد روى عنهما أهل الصحاح الستة سوى البخاري (٢) .
فلا بد أن يكون حديثا أبي سعيد صحيحين في منتهى الصحة عندهم ، فكيف يزعم ابن الجوزي الوضع؟!
وقد كان اللازم على السيوطي أن يتعقبه بذلك ، لكن تعقبه بحديث آخر حسن عن جابر ، وذكر أن ابن عدي زعم : أن سفيان بن محمد الفزاري الواقع في سنده قد سوّی سنده (٣) .
وأنت تعلم أنّ هذا تخرّص وتهجم من غير حجّةٍ .
وتعقبه أيضاً بحديث آخر صحيح عن سهل بن حنيف ، لكن في سنده سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق صاحب «المغازي » (٤) .
قال ابن عدي : سلمة ضعفه إسحاق بن راهويه (٥) .
وقال البخاري : في حديثه مناكير (٦) .
وفيه : إنّه لا عبرة بتضعيف ابن راهويه مع توثيق ابن معين له
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ / ٥٠٣ ح ٣٥٢٣ .
(٢) راجع : میزان الاعتدال ٥ / ١٥٦ رقم ٥٨٥٠ ، و ج ٦ / ٢٣ رقم ٧٠٧٦ واضعاً لهما رمز مسلم وأصحاب السنن الأربعة
(٣) اللآلي المصنوعة ١ / ٣٨٨ ، وأنظر : الكامل ــ لابن عدي ــ ٣ / ٤١٩.
(٤) اللآلي المصنوعة ١ / ٣٨٩.
(٥) الكامل ٣ / ٣٤٠
(٦) تاريخ البخاري الكبير ٤ / ٨٤ رقم ٢٠٤٤ ، الكامل ٣ / ٣٤٠ ، اللآلي المصنوعة ١ / ٣٨٩.