١٥ < / صفحة >
< ملحق = ١٥ >
أهل البيت عليهم السّلام ، والتي قد استخرج المبعثر منها في بطون الكتب من مختلف المصادر السنيّة والشيعية والفهارس والمخطوطات .
وكان رحمه اللّه في نيّته وعزمه إنجاز مشروعين على صعيد التراجم والرجال ، ولكن دعوة الحقّ حالت دون ذلك .
والجدير بالذكر أنّ تصحيح كتاب معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي - قدّس سرّه - كان بعهدته وتحت إشرافه .
ولا يخفى على القارئ اللبيب والمطّلع الأريب وأهل البحث والتحقيق مدى إحاطته بالمباني الأصولية والفقهية ، والتي أضفت على آثاره درجة عالية من المتانة والإتقان .
كلّ هذه المؤهّلات وجميع العلوم وكافّة التخصّصات والمؤلّفات التي ناهزت الأربعين مؤلّفا والتحقيقات التي جاوزت العشرة والسيرة العطرة والأخلاق الرفيعة ، كلّها لا ترقى إلى ذلك الذوبان التام والولاء العظيم والانقياد الكامل والإيمان العميق بولاية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السّلام ، فإنّ الشعور العقائدي والحسّ المبدئي هما أغلى ما ورثناه منه قدّس سرّه ، فلا يكاد تصنيف أو تحقيق أو بحث أو مطالعة - تحريرا أو مشافهة - إلّا وقد عطّره بذلك الحسّ والشعور المنبثقين عن شدّة التمسّك وروعة الوفاء والإخلاص لأصل الإمامة والخلافة الإلهية التي منحها الباري عزّ وجلّ لآل النبيّ الأطهار عليهم السّلام .
إنّ العلّامة الطباطبائي رحمه اللّه ما كان له أن ينال هذه المكانة والمنزلة وذلك الشأن والشموخ لولا الولاء الحقيقي والدرك الصحيح والفهم الصائب ، الممزوجة كلّها بأشرف مراحل الممارسة والتطبيق .
فغاية ما أردنا الإفصاح عنه هو الجمع بين تلك النفحة العقائدية التي صدّرنا بها الكلام وبين شخصية الراحل الفقيد ، والنتاج هو المصداق الفاعل والدءوب لمن سار نحو درك الحقيقة إيمانا وتجسيدا .
< / ملحق = ١٥ >