٢٦ < / صفحة >
< ملحق = ٢٦ >
< شعر > فان تسأليني كيف أنت ؟ فإنني * تنكرت دهري والمعاهد والصحبا
وأصبحت في مصر كما لا يسرني * بعيدا عن الأوطان منتزحا غربا
وإني فيها كامرئ القيس مرة * وصاحبه لمّا بكى ورأى الدربا
فإن أنج من بابي زويلي فتوبة * إلى اللّه أن لا مسّ خفي لها تربا < / شعر >
قال ولده ، قال لي : إنّي قلت هذه الأبيات بمصر وما كنت ضيق اليد وكان قد حصل من المستنصر خمسة آلاف دينار مصرية ، وصنّف شرحا للّمع متوسط في الجودة ومات بالكوفة في شوال سنة ٤٦٦ وله ثلاث وعشرون سنة .
وترجم له ياقوت في معجم الأدباء ١ / ٣١٨ وقال : صاحب كتاب شرح اللمع . من أهل الكوفة ، له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب وحظ من الشعر جيد من مثله ، مات - في ما ذكره السمعاني عن ابنه أبي البركات - في شوال سنة ٤٦٦ ودفن بمسجد السهلة عن ست وستين سنة .
وكان قد سافر إلى الشام ومصر وأقام بها مدة ، ونفق على الخلفاء بمصر ، ثمّ رجع إلى وطنه الكوفة . . .
أقول : ثمّ حكى ياقوت عن الشريف أبي البركات ابن المترجم شعره المتقدّم ، ثمّ حكى عن السمعاني أيضا ، قال الشريف : مرض أبي إما بدمشق أو بحلب فرأيته يبكي ويجزع ! فقلت له : يا سيدي ما هذا الجزع فان الموت لا بدّ منه ، قال : أعرف لكني أشتهي أن أموت بالكوفة وادفن بها ، حتّى إذا نشرت يوم القيامة اخرج رأسي من التراب فأرى بني عمي ووجوها أعرفها ، قال الشريف : وبلغ ما أراد .
قال : وأنشدني أبو البركات لوالده :
< شعر > أرّخ لها زمامها والأنسعا * ورم بها من العلى ما شسعا
واجل ما مغتربا عن العدا * توطنك من أرض العدا متسعا < / شعر >
< / ملحق = ٢٦ >