ابن يعقوب ، قال : أخبرني عبد اللّه بن حمدويه ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن بشير ، عن الأرقط ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : لمّا دفن أبو عبيدة الحذّاء ، قال : انطلق بنا حتّى نصلّي على أبي عبيدة ، قال : فانطلقنا .. فلمّا انتهينا
__________________
الطبعة الحجرية [وصفحة : ٤٠ حديث ٤ من طبعة تحقيق مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام ، وجاء فيه : شك أبو الحسن ، بدلا من : سئل أبو الحسن ، وباختلاف يسير بينهما]. ممّا استطرفه من كتاب أبان بن تغلب ، بسنده : .. عن حماد أو داود سئل أبو الحسن عليه السلام ، قال : جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد اللّه عليه السلام بعد موته ، فقالت : إنّما أبكي أنّه مات وهو غريب ، فقال عليه السلام : «ليس هو بغريب ، إنّ أبا عبيدة كان منا أهل البيت» [وجاء في بحار الأنوار ٣٤٥/٤٧ حديث ٣٨].
وفي الكافي ٥٥٨/٤ باب فضل المقام بالمدينة والصوم والاعتكاف عند الأساطين حديث ٣ ، بسنده : .. عن محمّد بن عمرو الزيات ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «من مات في المدينة بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة ، منهم : يحيى بن حبيب ، وأبو عبيدة الحذّاء ، وعبد الرحمن بن الحجاج» ، وروى الشيخ هذه الرواية في التهذيب ١٤/٦ حديث ٢٨ وأضاف قوله : هذا من كلام محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات ، وفي بحار الأنوار ٩٩/٢١ الطبعة الحجرية [٣٨٧/٩٩ باب ٤ الطبعة الحروفية] باب ثواب من مات في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق حديث ١ ، بسنده : .. عن جميل ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «من مات بين الحرمين بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة ، أما إن عبد الرحمن بن الحجاج وأبا عبيدة منهم».
وفي الكافي ١٨٠/٢ برقم ٥ ، بسنده : .. عن صفوان الجمال ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : زاملت أبا جعفر عليه السلام في شقّ محمل من المدينة إلى مكة ، فنزل في بعض الطريق ، فلمّا قضى حاجته وعاد ، قال : «هات يدك يا أبا عبيدة» ، فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي ، ثم قال : «يا أبا عبيدة! ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه في أصابعه إلاّ تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في يوم الشاتي».
ولا يخفى ما في هذه الروايات من التنبيه على جلالة أبي عبيدة وقربه من أئمة الهدى ، وعظيم إخلاصه لهم ، فهو إن لم يكن فوق الوثاقة ، فلا أقل من أنّه ثقة ثقة ، فتفطن.