نضجت فاقعدي على قارعة الطريق ، فأول ركب ترينهم قولي : يا عباد الله المسلمين ، هذا أبو ذر صاحب رسول الله ﷺ قد قضى نحبه ولقى ربه ، فأعينوني عليه وأجيبوه ، فإن رسول الله ﷺ أخبرني أني أموت في أرض غربة ، وأنه يلي غسلي ودفني
والصلاة على رجال من أمتي صالحون (١) .
محمد بن علقمة بن الأسود النخعي ، قال : خرجت في رهط
أريد الحج ، منهم : مالك بن الحارث الأشتر وعبد الله بن فضل (۲) التميمي ورفاعة بن شداد البجلي حتى قدمنا الربذة ، فإذا إمرأة على قارعة الطريق ، تقول : يا عباد الله المسلمين ، هذا أبو ذر صاحب رسول الله قد هلك غريباً ليس لي أحد يعينني عليه ، قال : فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا ، واسترجعنا على عظم المصيبة ، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفته حتى خرج من بيننا بالسواء ، ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه ثم دفناه ، فقام الأشتر على قبره فقال : اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله ﷺ عبدك في العابدين ، وجاهد فيك المشركين لم يغير ولم يبدل ، لكنه رأى منكراً فغيره بلسانه وقلبه ، حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ، ثم (۳) مات وحيداً غريباً ، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسول الله ، قال : فرفعنا أيدينا جميعاً وقلنا : آمين . ثم قدمت الشاة
(۱) رجال الكشي : ١١٧٫٦٥ .
(۲) في (ت) واض) واط : فقل ، وفي (ش) و(ع) : قفل (خ ل) . (۳) في الحجرية : حتى :