المحدثين في باب عنونه بقوله « الباب العاشر فيما جاء من الأخبار بأنّه وليّ كلّ مؤمن بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وأنّه لا يجوز الصّراط إلاّ من كان معه براءة بولاية علي ، مع فضائل متفرقة خصّه الله تعالى بها ، رضي الله تعالى عنه » فقال :
« عن عمران بن حصين ـ رضياللهعنه ـ قال : بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية ، واستعمل عليها عليا ، فمضى على السرية ، فأصاب جارية من السّبي ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قالوا : إذا لقينا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أخبرناه بما صنع علي. قال عمران : وكان المسلمون إذ قدموا من بدءوا برسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وسلّموا عليه ، ثم انصرفوا إلى رحالهم.
فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ. فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالتهما ، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.
فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والغضب يعرف في وجهه ـ فقال : ما تريدون من علي؟ ـ ثلاثا ـ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.
أخرجه الترمذي ، وابن حبان في صحيحه ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وقال فيه : فأقبل رسول الله على الرابع ـ وقد تغيّر وجهه ـ فقال : دعوا عليا ، علي منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ».
ورواه عن بريدة بن الحصيب قال :
« وعنه ـ رضياللهعنه ـ في رواية أخرى : إنّ خالد بن الوليد قال : اغتنمها يا بريدة فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما صنع ، فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في منزل وناس من أصحابه على بابه ،