أشاور سعد بن علي ، فأتيته ولم أقدر من الزّحام أن اكلّمه ، فلمّا قام تبعته ، فالتفت إليّ وقال : يا أبا المظفّر العجوز تنتظرك. ودخل البيت. فعرفت أنّه تكلّم على ضميري ، فرجعت تلك السنة.
وكان حافظا متقنا ورعا كثير العبادة ، صاحب كرامات وآيات ... وإذا خرج إلى الحرم يخلو المطاف ويقبّلون يده أكثر ممّا يقبّلون الحجر الأسود.
ابن طاهر ـ ممّا سمعه السلفي منه ـ : سمعت الحبّال يقول : كان عندنا سعد بن علي ولم يكن على وجه الأرض مثله في عصره.
وسمعت أن محمد بن الفضل الحافظ يقول ذلك.
وقال محمد بن طاهر الحافظ : ما رأيت مثل الزنجاني ... » (١).
إنّ التشيّع في كبار أئمة الحديث كثير شائع ، فلو كان التشيّع قادحا لزم طرح أخبار جميعهم ... قال ابن قتيبة : « الشيعة : الحارث الأعور ، وصعصعة ابن صوحان ، والأصبغ بن نباتة ، وعطيّة العوفي ، وطاوس ، والأعمش ، وأبو إسحاق السّبيعي ، وأبو صادق ، وسلمة بن كهيل ، والحكم بن عتيبة ، وسالم بن أبي الجعد ، وإبراهيم النخعي ، وحبة بن جوين ، وحبيب بن أبي ثابت ، ومنصور بن المعتمر ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وفطر بن خليفة ، والحسن بن صالح بن حيّ ، وشريك ، وأبو إسرائيل الملاّئي ، ومحمّد بن فضيل ، ووكيع ، وحميد الرواسي ، وزيد بن الحباب ، والفضيل بن دكين ، والمسعودي الأصغر ، وعبيد الله بن موسى ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن داود ، وهشيم ، وسليمان التيمي ، وعوف الأعرابي ، وجعفر الضّبيعي ، ويحيى
__________________
(١) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٧٤.