وأيضا فما استحضر الآن رجلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم والتقيّة والنفاق دثارهم » (١).
وعليه ، فلو كان في الأجلح تشيع ، فإنّه لا يوجب طرح حديثه ، وإلاّ لذهب جملة من الآثار النبويّة ، وهذا مفسدة بيّنة ...
والحافظ السّيوطي ينصّ على أنّ هذا الذي نقلناه عن الذهبي هو قول أئمة الحديث ، وهذه عبارته في رسالته ( إلقام الحجر فيمن زكّى ساب أبي بكر وعمر ) :
« قال أئمّة الحديث ـ وآخرهم الذهبي في ميزانه ـ البدعة على ضربين : صغرى كالتشيع ، وهذا كثير في التابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصّدق ، ولا يردّ حديثهم ».
وقد ذكر السيوطي هذا المطلب في ( تدريب الرّاوي ) أيضا (٢).
فالطعن في الأجلح بسبب التشيع ـ هذا الأمر الكثير وجوده في التابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصّدق ، وليس بقادح لدى أئمّة الحديث ـ غريب جدا!!
وقال الحافظ ابن حجر : « فصل : وممّن ينبغي أن يتوقّف في قبول قوله في الجرح : من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد ،
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٥.
(٢) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي ١ / ٣٢٦.