كثير من أحاديثهم في الشّواهد والأصول ، والله أعلم » (١).
وقال النووي بعد إيراد الأقوال المذكورة : « ... في الصحيحين وغيرهما من كتب أئمة الحديث الإحتجاج بكثير من المبتدعين غير الدّعاة ، ولم يزل السّلف والخلف على قبول الرواية منهم والإحتجاج بها ، والسماع منهم وإسماعهم ، من غير إنكار منهم. والله أعلم » (٢).
وقال الزين العراقي : « والقول الثالث : أنه إن كان داعية إلى بدعته لم يقبل ، وإن لم يكن داعية قبل ، وإليه ذهب أحمد كما قاله الخطيب. قال ابن الصلاح : وهذا مذهب الكثير أو الأكثر وهو أعدلها وأولاها ... وفي الصحيحين كثير من أحاديث المبتدعة غير الدّعاة احتجاجا واستشهادا ، كعمران بن حطّان وداود بن الحصين وغيرهما. وفي تاريخ نيسابور للحاكم في ترجمة محمد بن يعقوب الأصم : إن كتاب مسلم ملآن من الشّيعة » (٣).
ومثل هذه كلمات غيرهم ...
وقال السّيوطي : « فائدة ـ أردت أن أسرد أسماء من رمي ببدعة ممّن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما ... » فذكر أسماء طائفة ممّن رمي بالإرجاء وهو تأخير القول في الحكم على مرتكب الكبائر بالنار. وممّن رمي بالنصب وهو بغض علي وتقديم غيره عليه. وممّن رمي بالتشيع وهو تقديم علي على الصّحابة. وممّن رمي بالقدر وهو زعم أنّ الشر من خلق العبد. وممّن رمي برأي ابن أبي جهم وهو نفي صفات الله والقول بخلق القرآن. والأباضية وهم
__________________
(١) علوم الحديث : ٢٣٠.
(٢) المنهاج في شرح صحيح مسلم ١ / ٦١.
(٣) شرح ألفية الحديث ١ / ٣٠٣.