الورقة منها تغطّي أهل الدنيا ، وإنّ لله عزَّ وجلَّ ملائكة وكلهم بنبات الأرض من الشجر والنخل فليس من شجرة ولا نخلة إلّا ومعها من الله عزَّ وجلَّ ملك يحفظها وما كان فيها ولولا أنّ معها من يمنعها لأكلها السباع وهو امُّ الأرض إذا كان فيها ثمرها ، قال : و إنّما نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يضرب أحد من المسلمين خلاه تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت لمكان الملائكة الموكّلين بها ، قال : ولذلك يكون الشجر والنخل إنساً إذا كان فيه حمله ، (١) لأنّ الملائكة تحضره .
إيضاح : القطف بالكسر : اسم للثمار المقطوعة من اُصولها . وشخوص البصر : فتحه بحيث لا يطرف . والفريصة : ودج العنق واللّحمة بين الجنب والكتف لا تزال ترعد .
١٢ ـ فس : قوله : وهو بالاُفق الأعلى يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمَّ دنى يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله من ربّه عزَّ وجلَّ فتدلّى ، قال : إنّما اُنزلت « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ » قال : كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية أو أدنى ، (٢) قال : بل أدنى من ذلك ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، قال : وحي المشافهة .
تبيين : قال الجوهريّ تقول : بينهما قاب قوس : وقيب قوس ، وقاد قوس ، وقيد قوس أي قدر قوس ، والقاب ما بين المقبض والسية ، ولكلّ قوس قابان . وقال بعضهم في قوله تعالى : « فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ » أراد قابي قوس فغلبه .
١٣ ـ ل : في مسائل اليهوديّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال له : فربّك يَحمل أو يُحمل ؟ قال : إنَّ ربّي عزَّ وجلَّ يحمل كلَّ شيء بقدرته ، ولا يحمله شيء . قال : فكيف قوله عزَّ وجلَّ : « وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ » ؟ قال : يا يهوديّ ألم تعلم أنَّ لله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، فكلّ شيء على الثرى ، والثرى على القدرة ، والقدرة تحمل كلّ شيء . الخبر .
١٤ ـ يد ، ن : تميم القرشيّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ ، عن الهرويّ قال : سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام عن قول الله عزَّ وجلَّ : « وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً »
________________________
(١) وفي نسخة : ولذلك يكون للشجر والنخل اُنساً إذا كان فيه حمله .
(٢) سية القوس بكسر السين : ما عطف من طرفيها .