قال : وسألته عن قول الله عزَّ وجلَّ : « هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ » قال : يقول : هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ، وهكذا نزلت . قال : وسألته عن قول الله عزَّ وجلَّ : « سَخِرَ اللَّـهُ مِنْهُمْ » وعن قول الله : « يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ » وعن قوله تعالى : « وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ » وعن قول الله عزَّ وجلَّ : « يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ » . فقال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يسخر ولا يستهزىء ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنّه عزَّ وجلَّ يجازيهم جزاء السخريّة وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيرا .
ج : مرسلاً عنه عليهالسلام .
بيان : قال الزمخشريّ في الآية الاُولى : كونهم محجوبين عنه ، تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم لأنّه لا يؤذن على الملوك إلّا للمكرّمين لديهم ، ولا يحجب عنهم إلّا المهانون عندهم . وقال الرازيّ في الآية الثانية : اعلم أنّه ثبت بالدليل العقليّ أنّ الحركة على الله محال لأنَّ كلّ ما كان كذلك كان جسماً ، والجسم مستحيل أن يكون أزليّاً ، فلا بدّ فيه من التأويل ، وهو أنَّ هذا من باب حذف المضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه ؛ ثمَّ ذلك المضاف ما هو ؟ فيه وجوه :
أحدهما : وجاء أمر ربّك للمحاسبة والمجازات . وثانيها : وجاء قهر ربّك كما يقال : جاءتنا بنو اُميّة أي قهرهم . وثالثها : وجاء جلائل آيات ربّك ، لأنّ هذا يكون يوم القيامة ، وفي ذلك اليوم تظهر العظام وجلائل الآيات ، فجعل مجيئها مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات . ورابعها : وجاء ظهوره ، وذلك لأنَّ معرفة الله تصير ذلك اليوم ضروريّة فصار ذلك كظهوره وتجلّيه للخلق ، فقال : وجاء ربّك أي زالت الشبه و ارتفعت الشكوك . وخامسها : أنَّ هذا تمثيل لظهور آيات الله وتبيين آثار قهره وسلطانه مثّلت حاله في ذلك بحال الملك إذا ظهر بنفسه فإنّه يظهر بمجرّد حضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلّها . وسادسها : أنَّ الربَّ المربّي فلعلَّ ملكاً هو أعظم الملائكة هو مربّ للنبيّ صلىاللهعليهوآله جدّاً ، فكان هو المراد من قوله : وجاء ربّك .
وقال الطبرسيّ رحمه
الله في الآية الثالثة : أي هل ينتظر هؤلاء المكذّبون بآيات الله