الباب السابع :
إعلم : أننا قد ذكرنا فيما قدمناه ، الأيام التي تصلح لابتداء السفر بحسب مارويناه ، وبقي وقت الساعة التي يختارها من نهاره للتوجه في أسفاره ، فإنه لاريب أن الساعات تختلف حالها في السعود والنحوس بحسب ما اقتضته الرحمة والحكمة الإلهية في تدبير الأفلاك والنفوس ، وكنا روينا في كتاب (فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم) قول مولانا علي صلوات الله عليه في سعود النجوم ونحوسها ، وأوردنا أحاديث الأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ في أن النجوم دلالات على الحادثات وأوقات السعادات والمحذورات ، فاقتضى ذلك تعيين وقت الساعة التي يتوجه الإنسان فيها من داره ، ليكون فاتحة لأبواب مساره ، ومصونة عن أكداره وأخطاره.
فأقول : إن كان الذي يريد هذا السفر ممن أقبل الله ـ جل جلاله ـ عليه ، وارتضاه لكشف الساعة السعيدة التي يتوجه فيها به ـ جل جلاله ـ إليه ، ويجد ذلك في سريرته ، فياسعادة هذا العبد الذي قد بلغ حاله إلى مكاشفة الله ـ جل جلاله ـ بأوقات سعادته.
أقول : وإن لم يكن بلغ إنعام الله ـ جل جلاله ـ عليه إلى هذه الحال ، فقد ذكرنا في كتاب (الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار) أن كل ساعة من النهار ، يختص بها واحد من الأئمة الأطهار ، ولها دعاءان : أحدهما نقلناه من خط جدي أبي جعفر الطوسي ـ رضوان الله عليه ـ والاخر من خط ابن مقلة المنسوب إليه ، وكل واحد منهم ـ عليهم أفضل الصلوات ـ كالخفير والحامي لساعته بمقتضى الروايات.
فالساعة الاولى لمولانا علي صلوات الله عليه ، والساعة الثانية لمولانا الحسن عليهالسلام ، والساعة الثالثة لمولانا الحسين عليهالسلام ، والساعة الرابعة لمولانا علي بن