هذا الكتاب : وإنّما ذكرت هذا الحديث ، لأنّه برواية محمد بن النجار ، الذي هو من أعيان أهل الحديث من الأربعة المذاهب وثقاتهم ، وممن لايتهم فيما يرويه من فضائل أهل البيت عليهمالسلام وعلو مقاماتهم ، وما رأيته ولا رويته من طريق شيعتهم إلى الآن.
وإذا كان نجاة سفينة نوح بأهلها ، وهم أصل كل من بقى من ولد آدم ـ صلوات الله عليه ـ فلا عجب إذا صلى الإنسان عليهم عند ركوب كل سفينة ، شكرا لعلو مقاماتهم ، وما ظفرنا به من النجاة ببركاتهم ، وإن اختار كل من ركب في سفينة وخاف من أخطارها ومعاطبها ، أن يكتب على جوانبها ، في المواضع التي كانت أسماؤهم في سفينة نوح ـ سلام الله عليه ـ توسلاً وتوصلاً في الظفر بما انتهت في النجاة سفينة نوح إليه ، أو يكتبه في رقاع ويلصقها في جوانب سفينة ركوبه ، فلا يبعد من فضل الله ـ جل جلاله ـ أن يظفره بمطلوبه ، وإدراك محبوبه ، إن شاء الله تعالى.
وجدت في كتاب (المستغيثين) بإسناده أن رجلاً كان في مركب فسقط في البحر ، فقال ثلاث مرات : يا حي لا إله إلا أنت. فسمع أهل المركب مناديا ينادي : لبيك لبيك ، نعم الرب ناديت. ثم اختطف من البحر.
فصل : وقد عرفت أن يونس بن متى عليهالسلام لما قال في البحر ( لا اله الاّ انت سبحانك اني كنت من الظّالمين ) (١) نجاه الله برحمته إنه أرحم الراحمين ، فقل كما قال فإنه ـ جل جلاله ـ قال ( وكذلك ننجي المؤمنين ) (٣).
وهو : يا أرحم الراحمين ، يا كريم يا حليم ، يا أحد يا صمد ، يا حي يا محيي الموتى ، يا حي يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، يا ربنا.
__________________
(١) الأنبياء ٢١ : ٨٧.
(٢) الأنبياء ٢١ : ٨٨.