رأيت في (كتاب المستغيثين) بإسناده إلى رجل من الأنصار ـ وهو أبو مغلق ـ لقيه لص فأراد أخذه ، فسأله أن يصلي أربع ركعات ، فتركه فصلاها وسجد وقال في سجوده : يا ودود ياذا العرش المجيد ، يا فعالاً لما يريد ، اسألك بعزتك التي لا ترام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني. وكرر هذا الدعاء ثلاث مرات ، فإذا بفارس قد أقبل بيده حربة ، فقتل اللص وقال له : أنا ملك من السماء الرابعة ، وإن من صنع كما صنعت أستجيب له مكروباً كان أو غير مكروب.
ومن الكتاب المذكور بإسناده عن زيد بن حارثة ، أنه ظفر به لص وأراد قتله ، فقال له : دعني اصلي ركعتين فخلاه ، فلما فرغ منهما قال : يا أرحم الراحمين ، فسمع اللص قائلا يقول له : لا تقتله ، فعاد فقال : يا أرحم الراحمين ، فسمع اللص قائلاً يقول له : لا تقتله ، فقال مرة ثالثة : يا أرحم الراحمين ، فاذا بفارس في يده حربة في رأسها شعلة من نار فقتل بها اللص ، ثم قال للمأخوذ : لما قلت : يا أرحم الراحمين ، كنت في السماء السابعة ، فلما قلت ثانية كنت في السماء الدنيا ، فلما قلت مرة ثالثة : يا أرحم الراحمين ، أتيتك (٢).
رأيت في الجزء الرابع من كتاب (دفع الهموم والأحزان) تأليف أحمد بن داود النعماني ، قال ابن عباس : قلت لأمير المؤمنين عليهالسلام ليلة صفين : أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا؟ فقال : «وقد راعك هذا؟» قلت : نعم ، فقال : «اللهم إني أعوذ بك أن اضام في سلطانك ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك ، اللهم إني أعوذ بك
__________________
(١) في «ش» : اللصوص إذا ظفروا.
(٢) البحار ٧٦ : ٢٥٨.