أن افتقر في غناك ، اللهم إني أعوذ بك أن اضيع في سلامتك ، اللهم إني أعوذ بك أن اغلب (١) والأمر لك».
أقول أنا : فكفاه الله ـ جل جلاله ـ أمرهم (٢).
روينا ذلك بإسنادنا إلى البرقي من كتابه «كتاب المحاسن» عن صفوان الجمال قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن المؤمن يخشع له كل شيء ، ويهابه كل شيء ، ثم قال : إذا كان مخلصا لله ، أخاف الله منه كل شيء ، حتى هوام الأرض وسباعها ، وطير السماء ، وحيتان البحر».
فمن ذلك ما رويناه من (كتاب الرجال) للكشي ، وقد ذكرناه في كتاب (الكرامات) ولم يحضرنا لفظه ، فنذكرالآن معناه : ان بعض خواص مولانا علي عليهالسلام من شيعته ، كان قد سجد فتطوق أفعى على حلقه ، فلم يتغيرعن حال سجوده ومراقبة معبوده ، حتى انفصل الأفعى من رقبته بغير حيلة منه ، بل بفضل الله جل جلاله ورحمته.
ومن ذلك ما رأيناه مرويا عن علي الزاهد بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط عليهمالسلام ، انه كان قائما في الصلاة فانحدر أفعى من رأس جبل ، فصعد على ثيابه ودخل من زيقه (٣) وخرج من تحت ثيابه ، فلم يتغير عن حال صلاته ومراقبته لمالك حياته (٤).
ومن ذلك ما رأيناه في (كتاب السفراء) وقد نقلناه بلفظه في (كتاب الكرامات) ونذكر ها هنا بعض معناه ، أن علياً بن عاصم الزاهد كان يزور الحسين عليهالسلام قبل عمارة مشهده بالناس ، فدخل سبع إليه فلم يهرب منه ، ورأى كف
__________________
(١) في «ش» ، زيادة : في ملكك.
(٢) البحار ٧٦ : ٢٥٩.
(٣) زيق القميص : ما أحاط بالعنق منه. «القاموس المحيط ـ زيق ـ ٣ : ٢٤٣».
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٩١ باختلاف في الفاظه.