السبع منتفخة بقصبة قد دخلت فيها ، فأخرج القصبة منه وعصر كف السبع وشده ببعض عمامته ، ولم يقف من الزوار لذلك سواه.
ومن ذلك ما عرفناه نحن ، وهوأن بعض الجوار والعيال جاؤني ليلة وهم منزعجون ـ وكنت إذ ذاك مجاورا بعيالي لمولانا علي عليهالسلام ـ فقالوا : قد رأينا مسلخ الحمام تطوى الحصر الذي فيه وتنشر ، وما نبصر من يفعل ذلك. فحضرت عند باب المسلخ وقلت : سلام عليكم ، قد بلغني عنكم ما قد فعلتم ، ونحن جيران مولانا علي عليهالسلام وأولاده وضيفانه وما أسأنا مجاورتكم ، فلا تكدروا علينا مجاورته ، ومتى فعلتم شيئا من ذلك شكوناكم إليه. فلم نعرف منهم تعرضا لمسلخ الحمام بعد ذلك أبداً. ومن ذلك أن ابنتي الحافظة الكاتبة (شرف الأشراف) كمل الله تعالى لها تحف الألطاف ، عرفتني أنها تسمع سلاما عليها ممن لا تراه ، فوقفت في الموضع فقلت : سلام عليكم أيها الروحانيون ، فقد عرفتني ابنتي (شرف الأشراف) بالتعرض لها بالسلام ، وهذا الإنعام مكدرعلينا ، ونحن نخاف منه ، أن ينفر بعض العيال منه ، ونسأل أن لا تتعرضوا لنا بشيء من المكدرات ، وتكونوا معنا على جميل العادات. فلم يتعرض لها أحد بعد ذلك بكلام.
ومن ذلك أنني كنت اصلي المغرب بداري ـ بالحلة ـ فجاءت حية فدخلت تحت خرقة كانت عند موضع سجودي ، فتممت الصلاة ولم تتعرض لي بسوء وقتلتها بعد فراغي من الصلاة ، وهذا أمر معلوم يعرفه من رآه أو رواه.
وروينا بإسنادنا إلى عبدالله بن جعفر الحميري ، في كتاب (دلائل الرضا) عليهالسلام بإسناد الحميري إلى سليمان الجعفري ، إلى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال : كنت معه وهو يريد بعض أمواله ، فأمر غلاماً له يحمل له قباء ، فعجبت من ذلك وقلت : ما يصنع به! فلما صرنا في بعض الطريق ، نزلنا إلى الصلاة وأقبلت السماء ، فألقوا القباء علي وعليه ، وخرساجداً فسجدت معه ، ثم رفعت رأسي وبقي ساجداً ، فسمعته يقول : «يا رسول الله ، يارسول الله» فكف المطر.