نعمتك) (١) وادفع عنا نحوس هذا المكان وضره وبؤسه وأكداره وأخطاره ، وكمل (٢) لنا سعوده وخلوده ومساره ومباره ، وأدخلنا إليه مدخل صدق ، وأقمنا به مقام صدق ، وأخرجنا منه مخرج صدق ، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا ، وكن لنا على الدهر ظهيراً ، ومن كل سوء مجيراً ، وهب لنا في الدنيا إنعاماً كثيراً ، وفي الاخرة نعيماً وملكاً كبيراً ، وابدأ في هذا الدعاء وهذا الرجاء ، بمن يرضيك البدأة به من أهل الاصطفاء والاجتباء ، واجعلهم من الوسائل لنا إليك ، في كل ما عرضناه أو نعرضه عليك ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
إعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات ، والشرب والضرورات ، وفيه ما يحتاج إليه الأصحاب والدواب من المهمات ، وأن يكون في وسط القوم الذين صحبتهم لخفارتك وحفظ حرمتك ، وتجعل الليل إن كان الوقت ليلاً مقسماً بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته ، وليس ذلك مخالفاً للتوكل على الله ـ جل جلاله ـ وعلى حفظه وحراسته.
فصل : فقد روينا أن النبي صلىاللهعليهوآله كان له من صحابته من يحفظه في سفره من أهل عداوته ، إلى أن نزل قوله جل جلاله ( وآلله يعصمك من النّاس ) (٣) فترك الاحتراس بالناس.
فمن الرواية في تحفظه عليهالسلام في سفره ما نذكر معناه ، لأن الغرض من ذلك الاقتداء به صلوات الله عليه واله والتعريف بأفعاله.
رأينا وروينا من بعض تواريخ أسفاره ـ عليه أفضل الصلوات ـ أنه كان قد قصد قوماً من أهل الكتاب قبل دخولهم في الذمة ، فظفر منهم بامرأة قريبة العرس
__________________
(١) في «ش» : نعمتك وفوائد رحمتك.
(٢) في «ش» : وأكمل.
(٣) المائدة ٥ : ٦٧.