قد قدمنا في أوائل هذا الكتاب ، عند وداعه لمنزله وعياله ، من دعائه وابتهاله ، ما يغني عن تكراره. ونحن نذكر ما يحضرنا من غير ذلك اللفظ ، لئلا نحوجه أن يرجع إلى تصفح الكتاب واعتباره ، فنقول :
ذكر الطبرسي فى كتاب (الآداب الدينية) ما رواه عن العترة النبوية ، من العمل عند الرحيل من منازل الأسفار ، فقال ما هذا لفظه : وإذا أردت الرحيل فصل ركعتين ، وادع الله بالحفظ والكلاءة ، وودع الموضع وأهله ، فإن لكل موضع أهلاً من الملائكة ، وقل : السلام على ملائكة الله الحافظين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ورحمة الله وبركاته (١).
السلام على من بهذا المنزل من أهله ، سلاماً يزيدكم الله ـ جل جلاله ـ به من فضله ، ونستودعكم الله ـ جل جلاله ـ والحفظة من ملائكته وخاصته ، ونسألكم أن تستودعونا الله ـ جل جلاله ـ وجميع حفظته ، وأن تذكرونا في خلواتكم ومناجاتكم ، بما يليق بمروءاتكم وعناياتكم ، وتشركونا في دعواتكم ، وأن تسألوا الله ـ جل جلاله ـ لنا تمام السلامة ، ودوام الاستقامة ، وإن كان قد وقع منا في هذا المنزل شيء يقتضي سوء مجاورتكم ، أو إهمال لحق صحبتكم ، أو مخالفة لله ـ جل جلاله ـ في مراعاة أهل المنازل ، أو تضييع لبعض الآداب والفضائل ، فنسألكم العفو عما يخصكم ، وطلب العفو عنا من الله ـ جل جلاله ـ فيما يختصّ ، بإهمال أمره ، وتعظيم قدره ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فنقول : اللهم إنا روينا في الأخبار النبوية ، والآثار المرضية ، أن كل أرض تشهد يوم القيامة لمن قصد إليها وعبدك عليها ، اللهم فاجعل هذه الأرض من جملة شهودنا
__________________
(١) الآداب الدينية : ٥٢ ، البحار ٧٦ : ٢٦١ / ٥٦ عن الإمان.