يوم موعودنا ، إنك ارتضيتنا فيها لعبادتك ، وأهلتنا للتشريف بطاعتك ، ووفقتنا للشكر لنعمتك ، واغننا في اليوم الموعود عن شهادة الشهود ، بما أنت أهله من الرحمة والجود ، واجعل العناية التي دلتنا على هذا التعريف والتشريف ، سببا لحفظنا في طريقنا ، وزيادة توفيقنا ، وزوال الأمور المقتضية لتعويقنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين. وأشرك في كل ما دعوناه ورجوناه ، من صحبنا من صديقنا ورفيقنا ، ومن كان مسافراً من إخواننا الصالحين ، يا أكرم الأكرمين.
إذا ركبت الدابة من المنزل الثاني ، فإن شئت فقل ما قدمنا ذكره عند ركوب الدواب ، ففيه كفاية وهداية إلى الصواب ، وإن لم ترد تصفح الأوراق ، وكرهت الرجوع بنظرك له إلى ما قدمناه لسرعة التوجه وعجلة الرفاق ، فقل : اللهم إنك خلقت لنا هذه الدواب ، وسخرتها لنا لنسير عليها إلى طلب المحاب ، والظفر بسعادة يوم الحساب ، ونعيم دار الثواب ، وجعلت ما تحتاج إليه من العلف والماء ناشئاً عن قدرتك وسعة رحمتك ، ولم يكن ذلك عن سؤال منا ، ولا عمل صالح سابق صدرعنا ، فيامن ابتدأنا بالنوال قبل السؤال ، وسخر لنا المطايا قبل أن نتعرض للعطايا ، ولم يعاجلنا بالعقوبة عند الخطايا ، صل على محمد وآل محمد ، وعرفنا قدررحمتك ونعمتك ، وأوزعنا شكرها بعنايتك ، وهبنا قوة ربانية للقيام بحقوق عطيتك ، وذللها لنا تذليل العناية بنا ، والرحمة لنا ، والهمنا أن يكون مسيرنا وتدبيرنا موافقا لإرادتك ، وتابعا لحكمتك في تدبير خليقتك ، وإذا غفلنا عن تصريفها في تسييرها بحسب سلامتنا وسعادتنا ، فألهمها أن تسير كما أنت أهله من حفظنا وحراستنا ، وما يقتضي ظفرنا بسعادة دنيانا وآخرتنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا شرعت في المسير فقل : اللهم تسلم منا ما وهبت لنا من الاختيار ، واجعل اختيارنا في مسيرنا وليلنا ونهارنا ، صادراً عن الإلهام الواقي من أخطارنا وأكدارنا ، وحل بيننا وبين من يمكن أن يؤذينا في طريقنا ، بما تمدنا به من حسن توفيقنا وصلاح رقيقنا ، واجعل حولنا حجاباً من أستارك ، وحصنا من كفايتك ومبارك ، وألبسنا دروع حمايتك