الباب السابع
أما غبار تراب الأرض النقية ، التي لا يشوبها شيء من الرماد والرمل ودقاق التبن وما شابه ذلك ، فإنه ليس بضار للعين الصحيحة ، وذلك أن جوهر العين بالجملة رطب ، وكل أرض طبيعتها يابسة ، وما انسحق منها حتى يصير غباراً ـ إذا كان من أرض محض لا يشوبها غيرها ـ فهو لا محالة يابس ، فمن هذه الجهة يقاوم رطوبة العين ويصلحها. فأما العين التي فيها علة من رمد أو من عرض آخر فإن الغبار لها رديء ، لأنه لا يؤمن وحده أن يحدث فيها حادث من حرارة أو حدة أو غير ذلك من الآفات. وكذلك ينبغي أن يتوقى منه في الأعين التي فيها علة غاية التوقي.
ومما يحفظ العين ويقويها ، ويمنع من افات الغبار والحر والعرق هذا البرود.
صفته : يؤخذ نشاستج (١) الحنطة وزن أربعة دراهم ، ومن الصمغ وزن در همين ، ومن أسفيداج (٢) الرصاص وأقليمياً (٣) وأثمد (٤) ، من كل واحد وزن درهم ، تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة ، وترفع في إناء وتستعمل وقت الحاجة إن شاء الله تعالى.
صفة برود آخر أبيض يقوي الناظر ويذهب بالدمعة :
يؤخذ صدف محرق ولؤلؤ ، من كل واحد درهمين ، ونشاستج الحنطة وزن درهم ، وأثمد وزن درهمين ، وتوتياء هندي وزن أربعة دراهم ، وكافور وزن دانق ، تدق هذه الأدوية وتسحق وتنخل بحريرة وترفع في إناء ، وتستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) النشاستج : دواء كانوا يستخرجونه من الحنطة ينفع من سيلان المواد إلى العين ومن القروح العارضة فيها. «الجامع ٤ : ١٨٠».
(٢) الأسفيداج : هو عقار كانوا يصنعونه قديماً. «الجامع ١ : ٣١».
(٣) قليميا : عقار من مخلفات النحاس ، ويوجد على الطبيعة في قبرص في أنهارها. «الجامع ٤ : ٣٠».
(٤) ألأثمد : حجر أسود صلب ملمع براق كحلي اللون يكتحل به. «الجامع ١ : ١٢».