الباب الثاني عشر
في علاج عام من لسع الهوام جميعاً.
فإن عرض لأحد أن يناله آفة من بعض الهوام ـ أيها كان ـ فأول ما ينبغي أن يبدأ به من العلاج أن يمص الموضع مصاً شديداً ، وأن يكون الذي يمصه ليس بصائم ، بل يكون قد تناول طعاماً ، وأن يتمضمض قبل المص بنبيذ مطبوخ ، وأن يمسك في فيه زيتاً في وقت مصه ، فإذا مصه فينبغي أن يأخذ قدح زجاج ويشعل فتيلة بالنار فإذا استوقدت يلقيها داخل القدح ، ويكب القدح على الموضع ، فإن القدح عند ذلك يقوم مقام المحجمة ، ويجلب السم من داخل الأعضاء إلى خارجها. ثم يشرط الموضع المنتفخ ويمص حتى يخرج منه دم صالح ، فإن خروج ذلك الدم يخرج السم أيضاً إن شاء الله تعالى.
وينبغي بعد ذلك أن يضمد الموضع بالأدوية الحارة التي لها جذب قوي ، مثل رماد الكبريت ، ورماد ورق التين ، أو لباب الخبز(١) ، أو بصل مدقوق ، أو كراث البقل ، أوزبل الغنم ، كل ذلك يخلط معه ملح مدقوق ويعجن بمري أو بخل أوبهما جميعاً ويضمد به الموضع.
والزفت الرطب ـ أيضاً ـ إذا ضمد به موضع اللسع نفع منفعة بينة. وينبغي أن يبل الموضع ـ أيضاً ـ بخل قد طبخ به فوتنج جبلي وصعتر ، او بماء البحر ، او بماء مالح ، فإن هذه الأشياء تجذب السم ـ أي سم كان ـ وتخرجه إن شاء الله تعالى.
وينبغي أن يضمد الموضع بفراخ الحمام وفراريج ـ ذبحت ساعتها ـ حارة ، وتشد على العضو فإنها تجذب السم وتسكن الوجع.
وينبغي أن يضمد الموضع ـ أيضا ـ بالأضمدة المركبة المعمولة بقاقلة الطيب ، وبالأشياء العطرية القوية الرائحة ، وينبغي أن يسقى الملسوع ـ أي حيوان كان لسعه من ذوات السم ـ من جوز السرو أو حمر ـ وهوقفر اليهود ـ (٢) من كل واحد وزن درهم
__________________
(١) في «ش» : الجوزبو.
(٢) قفراليهود : هو الحمر ، هو معدن يستخرج من البحر الميت في فلسطين. «الجامع ٤ : ٢٦».