وقد كتبت وصيتي ، فإلى أي الثلاث تأمرني أن أدفع ، إلى أبي أو ابني أو أخي؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «ما استخلف العبد في أهله من خليفة ـ إذا هوشد ثياب سفره ـ خير من أربع ركعات يضعهن في بيته ، يقرأ في كل ركعة منهن بفاتحة (١) الكتاب و (قل هوالله أحد) ويقول : اللهم إني أتقرب بهن إليك ، فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي ، قال : فهن خليفته في أهله وماله وداره (٢) ، حتى يرجع إلى أهله».
إعلم : أننا روينا أن لكل منزل أهلا من الروحانيين ، وخاصة المنازل المسكونة بالآدميين ، فإنه لابد أن لله ـ جل جلاله ـ عليهم من حافظين ، فإذا فرغ الانسان من توديع عياله (٣) وإيداعهم ، فليخاطب الروحانيين معتقداً لاستماعهم ، وراجياً لإسماعهم ، فيقول : السلام على من بهذا المنزل من الروحانيين والملائكة الحافظين ، والمسبحين والعابدين ، نستودعكم الله ، ونقرأ عليكم أفضل السلام ، ونتوجه إليكم بالله ـ جل جلاله ـ وبما خصكم به من إلإنعام والاكرام ، أن تستودعونا الله ـ جل جلاله ـ أكمل الوداع والإيدع ، وأن تسألوه لنا كل مانحتاج إليه من الحفظ والانتفاع ، وأن يردنا سالمين إلى سالمين ، وغانمين إلى غانمين ، وأن تكونوا لعيالنا على أحسن الخلافة ، والأمن من كل آفة ومخافة ، وأتمها في المساعدة على كل رحمة ورأفة ، وأن تقيموا على الصفاء والوفاء ، مدة أيام البقاء.
إعلم : أن العيال في غالب الأحوال ، لايخلو بعضهم أو أكثرهم من حسد بعضهم لبعض ، وعداوة بعضهم لبعض ، وأنهم مع حضور صاحب المنزل ومشاهدتهم له
__________________
(١) في «ش» : فاتحة.
(٢) في «د» زيادة : وبعد دخول داره.
(٣) في «ش» : العيال.