أقول : ورأيت في حديثين عن مولانا الباقر محمد بن علي ـ صلوات الله عليهما ـ في الفص الحديد الصيني ، ما نذكرالمراد منه : أن من أخذه معه ، وعليه نقشة معينة ، تنقش في وقت معين من الشهر ، كان حرزاً لحامله من كل مكروه ، من الجن والإنس ، والشيطان والسلطان ، وهوام الأرض ، ومن كل مكروه.
وروي في الحديث أن نقش الخاتم الصيني الذي كان لمولانا علي ـ صلوات الله عليه ـ كانت نقشته وأسراره كما أشرنا إليه.
أقول : وروي في الدعاء عند لبس كل خاتم : «اللهم سومني بسيماء الإيمان ، وتوجني تاج الكرامة ، وقلدني حبل الإيمان ، ولا تنزع ربقة الإيمان من عنقي».
فمن ذلك ما ذكرناه في أخذ العصا اللوز المر ، أنه يقرأ قوله ـ جل جلاله ـ ( ولما توجه تلقاء مدين ) ولم نذكر تمام الآيات ، وربما يقف على كتابنا هذا من لا يحفظها ، ولا معه من يحفظها ، فيحسن أن نذكرها له ، لئلا يفوته الانتفاع بتلك الروايات ، فنقول : إنه يقرأ ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهدني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدرالرعاء وابونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من خير فقير * فجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جآءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت احداهما يا ابت آستاجره ان خير من استاجرت القوي الامين * قال اني اريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تاجرني ثماني حجج فان اتممت عشرا فمن عندك وما اريد ان اشق عليك ستجدني ان شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل ) (١).
ومن ذلك ما ذكرناه في حديث التربة الشريفة ، أنه يدعو بدعاء الفراش ، وهو دعاء مولانا علي عليهالسلام حين بات على فراش النبي صلىاللهعليهوآله لما هاجر
__________________
(١) القصص ٢٨ : ٢٢ ـ ٢٨.