توجهت في الزيارات ، أستظهر في صحبة الأجناد والعدد (١) والرجالة بحسب تلك الأوقات ، فيقول لي بعض أهل الغفلات : إن التوكل على الله ـ جل جلاله ـ يغني عن الاستعداد ، وعن المعدة والأجناد ، فأقول : إن سيد المتوكلين محمد سيد الأولين والآخرين ، قال الله ـ جل جلاله ـ له ، في خاص عباداته ، وأوقات صلوات : ( واذا كنت فيهم فاقامت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ولياخذوا حذرهم واسلحتهم ود آلذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ) (٢) وقال الله جل جلاله : ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخبل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) (٣).
وقلت لبعض من سأل عن الاستظهار في الأسفار : إن ذلك يسعد على تأدية الفرائض في أوائل الأوقات ، أين كان الإنسان في مخافات الطرقات ، ويقوي على الشيطان الذي يخوف الإنسان من حوادث الأزمان
روينا من كتاب (المحاسن) لأحمد بن محمد بن خالد البرقي بإسناده عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «في وصية لقمان رضياللهعنهلابنه : يا بني ، سافر بسيفك وخفك وعمامتك ، وحبلك وسقائك ، وابرتك وخيوطك ومخرزك ، ثم تزود معك الأدوية التي تنتفع بها ـ أنت ومن معك ـ وكن لأصحابك موافقا (٤) إلا في معصية الله» وزاد فيه بعضهم : «وقوسك» (٥).
أقول : وذكر صاحب كتاب (عوارف المعارف) حديثاً أسنده : أن النبي صلى
__________________
(١) في «ش» : والعدة.
(٢) النساء ٤ : ١٠٢.
(٣) الأنفال ٨ : ٦٠.
(٤) في المصدر زيادة : مرافقاً.
(٥) المحاسن : ٣٦٠ / ٨٥.