الشريعة ومفتاح الحقيقه) عن الصادق عليهالسلام ، فإنه كتاب لطيف شريف في التعريف بالتسليك إلى الله ـ جل جلاله ـ والإقبال عليه ، والظفر بالأسرار التي اشتملت عليه. فإن هذه الثلاثة كتب تكون مقدار مجلد واحد ، وهي كثيرة الفوائد ، وإن تعذرت هذه الكتب عليه ، فليصحب معه من أهل العلوم الربانية ، من يسر بمحادثته في الامور الدينية والدنيوية.
نذكرذلك على الجملة دون التفصيل ، لأن شرح ذلك قد ذكرناه في كتاب عمل اليوم والليلة ، المسمى كتاب (فلاح السائل ونجاح المسائل).
فنقول : إن الذي يسافر في طاعة الله ـ جل جلاله ـ والعمل بمقدس إرادته ، قد خفف عنه ـ جل جلاله ـ من الصلاة ، لعلمه ـ جل جلاله ـ بضعف الإنسان وقصور همته ، فيصلي الظهر ركعتين ، والعصر ركعتين ، وصلاة المغرب ثلاث ركعات ـ كما كان يصليها في الحضر ـ وعشاء الآخرة ركعتين ، والصبح ركعتين.
وأما صفة ما يصليه منها ركعتين ، فكما كان يصليها للركعتين الأوليين في الحضر ، ويزيد عليهما أنه يسلم في التشهد الأول ، ويأتي من تعقيب كل صلاة منها بما يتهيأ له ، وقد ذكر في كتاب (فلاح السائل) المهم من تعقيب الصلوات.
وأما النوافل فيسقط عنه منها نوافل الزوال ، ونوافل العصر ، ولعل ذلك لأنه وقت المسير والسلوك في الطرقات. ويصلي نوافل المغرب ، وما شاء من النوافل المروية بين العشائين وبعدهما ونافلة الليل ، على عادته في الحضر ، ويهتم بخلاص نفسه من كل خطر.
أقول : وإياه أن يأتي بفرائضه في الأسفار على عجلة تقتضي ترك الاستظهار ، فإن الإنسان إذا فعل ذلك ، كان كرجل عليه لسلطان أربعة وعشرون دينارا ، فرحمه فخفف عنه عشرين وقنع منه بأربعة دنانير ، فكيف يحسن في العقل والنقل ومكافأة التخفيف ، أن يأتي بأربعة دنانير ناقصة العيار وقيمتها دون المقدار! وإنما قلنا ذلك ، لأن نوافل الزوال ثمان ركعات ، وكانت الظهر في الحضر أربع ركعات ، ونوافل العصر ثمان